تحويل الحيوانات المنوية إلى روبوتات دقيقة لعلاج العقم والسرطان
منوعات
تحويل الحيوانات المنوية إلى روبوتات دقيقة لعلاج العقم والسرطان
5 أيلول 2025 , 16:20 م

تمكن باحثون من جامعة تفينتي الهولندية من تحويل الحيوانات المنوية البشرية إلى ميكروروبوتات بيولوجية هجينة (سبيرماتوبوتس) يمكن التحكم بها مغناطيسيا وتتبعها باستخدام الأشعة السينية.

هذا التطور غير المسبوق قد يغيّر مستقبل علاج العقم، أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي، وحتى السرطان، بفضل قدرته على الجمع بين الطبيعة البيولوجية الدقيقة والتقنيات الروبوتية الحديثة.

كيف يعمل الابتكار؟

قام العلماء بتغطية خلايا الحيوانات المنوية بجسيمات نانوية مغناطيسية، مما منحها ميزتين أساسيتين:

1. إمكانية رؤيتها بوضوح عبر الأشعة السينية، وهو أمر لم يكن ممكنا من قبل بسبب صغر حجمها وكثافتها المنخفضة.

2. التحكم في حركتها داخل الجسم باستخدام حقول مغناطيسية خارجية منخفضة التردد، ما يسمح بتوجيهها بدقة إلى مناطق محددة.

تطبيقات طبية غير مسبوقة

الطب التناسلي: يمكن لهذه التقنية أن تحدث نقلة نوعية في علاج العقم، من خلال توجيه الحيوانات المنوية بدقة إلى أماكن يصعب الوصول إليها مثل قناتي فالوب أو بطانة الرحم.

توصيل الأدوية: تُحمّل العقاقير مباشرة داخل الخلايا المنوية، لتتحول إلى "ناقلات علاجية فائقة الدقة"، قادرة على استهداف بؤر المرض مثل الانتباذ البطاني الرحمي، الأورام الليفية، وحتى سرطان الرحم.

التشخيص والبحث العلمي: بفضل إمكانية تتبع حركتها بشكل غير جراحي، يمكن استخدام هذه التقنية لفهم أسباب العقم غير المفسَّر، ودراسة آليات حركة الحيوانات المنوية، وتحسين بروتوكولات التلقيح الصناعي (IVF).

الحيوانات المنوية كـ"رسل طبيعية"

يرى الباحثون أن الحيوانات المنوية تمثل "ناقلات طبيعية مثالية"، يمكن إعادة برمجتها لأداء مهام دقيقة داخل الجسم. هذه الميزة تجعلها أكثر فاعلية من الوسائل التقليدية في توصيل الدواء أو علاج الأمراض النسائية المعقدة.

آفاق مستقبلية

التقنية الجديدة لا تقتصر على الطب التناسلي، بل قد تغيّر مفهوم العلاجات المستهدفة في مجالات الأورام والطب التجديدي. فهي تقدم حلا مبتكرا لتجاوز القيود التي تعاني منها أنظمة توصيل الدواء التقليدية، خصوصا في المناطق التشريحية المعقدة.