اكتشف فريق من العلماء الروس طريقة مبتكرة لتطوير مسكّن ألم جديد يعتمد على الببتيد المستخلص من شقائق النعمان البحرية (الأكتينيا)، يتميز بفعاليته المماثلة للأدوية الأفيونية التقليدية، لكن من دون المخاطر المرتبطة بالإدمان.

تعاون علمي رائد

انضمت الجامعة الطبية الحكومية الأولى في موسكو (جامعة سيتشينوف) إلى كونسورتيوم بحثي لتطوير هذا الدواء الثوري، بالتعاون مع معهد الكيمياء الحيوية العضوية التابع لفرع الشرق الأقصى لأكاديمية العلوم الروسية (تИБОХ) وجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية. وقد تمكن العلماء من تصميم جزيء مبتكر لمسكن الألم يستند إلى خصائص فريدة لببتيدات شقائق النعمان.

خصائص الدواء الجديد

أثبتت التجارب المخبرية أن العقار لا يقتصر فقط على تخفيف الألم، بل يملك أيضا تأثيرا مضادا للالتهاب وخافضا للحرارة، ويستهدف مستقبلات خاصة ترتبط بآلام ما بعد العمليات الجراحية وكذلك آلام الأورام، مما يجعله خيارا واعدا في علاج الحالات المزمنة والمعقدة.

نتائج مبشّرة

المرحلة الأولى من الدراسات ما قبل السريرية أثبتت فعالية المادة وأمانها، مما يفتح الطريق نحو الانتقال إلى المراحل السريرية المقبلة. وأكد خبراء جامعة سيتشينوف استعدادهم لتطوير تقنيات تنقية الدواء والمشاركة في مختلف مراحل الأبحاث السريرية.

إنتاج صناعي مرتقب

من المخطط أن يتم تنظيم الإنتاج الصناعي التجريبي لهذا العقار في المركز العلمي لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية "فيكتور"، في خطوة تعزز من فرص وصول الدواء إلى الأسواق الطبية خلال السنوات القادمة.

أمل جديد للطب

إذا أثبتت التجارب السريرية نجاحها، فسيكون الأطباء أمام خيار دوائي جديد لتسكين الألم الحاد، خصوصا للمرضى بعد العمليات الجراحية وللمصابين بالأورام، من دون المخاطر المرتبطة بالإدمان التي تثير القلق عند استخدام الأدوية الأفيونية.

يُذكر أن أبحاثا سابقة كانت قد كشفت عن ببتيدات في لُعاب الأكسولوتل (نوع من البرمائيات) قادرة على القضاء على البكتيريا المقاومة للعقاقير والخلايا السرطانية، ما يعكس الدور المتصاعد للموارد الطبيعية في تطوير أدوية المستقبل.