زرع ميكروبات الأمعاء يحسن الصحة العامة
منوعات
زرع ميكروبات الأمعاء يحسن الصحة العامة
6 أيلول 2025 , 14:48 م

كشف بحث علمي جديد أن زرع بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوتا) يمكن أن يسهم بشكل ملحوظ في تحسين الصحة العامة، عبر تقليل مخاطر السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، وذلك بفضل دوره في تقليل متلازمة الأيض، وهي من أخطر الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة وسوء التمثيل الغذائي.

الأمعاء: مستودع الصحة

لكل إنسان تركيبة فريدة من بكتيريا الأمعاء، وهذه الميكروبات لا تتحكم فقط في عملية الهضم، بل تؤثر أيضا على مؤشرات الصحة العامة مثل الوزن، الكوليسترول، ومستويات الالتهاب.

أول تجربة علمية حول زرع الميكروبيوتا نشرت عام 2020 في مجلة JAMA Network Open، حيث تبين أنها لا تؤدي إلى خسارة كبيرة في الوزن، لكنها حسّنت عمليات الأيض.

متابعة طويلة المدى تكشف نتائج جديدة

عاد الباحثون لمتابعة المشاركين أنفسهم بعد مرور 4 سنوات، وهذه المرة جاءت النتائج أكثر وضوحا، وفق ما نشر في مجلة Nature Communications:

محيط الخصر انخفض بمعدل 10 سم.

نسبة الدهون في الجسم انخفضت بـ 4.8%.

ارتفاع ملحوظ في مستوى الكوليسترول النافع (HDL).

انخفاض في مؤشرات الالتهاب في الدم بنسبة 68%.

تراجع متلازمة الأيض

أهم ما أظهرته الدراسة هو انخفاض حدة متلازمة الأيض، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، زيادة السكر في الدم، وتراكم الدهون في منطقة البطن، هذه الحالة تُضاعف خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، لكن المشاركين الذين خضعوا لزرع بكتيريا الأمعاء أظهروا نتائج صحية أفضل بكثير مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي (Placebo).

بكتيريا نافعة وفيروسات داعمة

أوضح تحليل الميكروبيوم أن جزءا من بكتيريا المتبرعين استقر داخل أجسام المشاركين، كما تغيّر أيضا التركيب الفيروسي في الأمعاء، خصوصا البكتريوفاجات التي تنظم توازن الميكروبات. ورغم أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) لم يتغير بشكل ملحوظ، إلا أن تقدم الاضطرابات الأيضية تباطأ بشكل واضح. 

مستقبل البروبيوتيك

بحسب العالم جاستن أو’سوليفان من جامعة أوكلاند، تمثل هذه النتائج خطوة كبيرة نحو تطوير "الجيل الجديد من البروبيوتيك"، الذي لن يقتصر على تحسين الهضم مؤقتًا، بل سيعيد تشكيل عمليات الأيض ويعزز الصحة على المدى الطويل.