الكلاب تنبح والضباع تنهش، والباطل يزحف بثياب مقدسة، لكن السباع والفهود والنمور لاتهزم. فمن صبر الدم تتألق جذوة الانتصار. من ميتافيزيقيا العرين ، لاصوت يعلو فوق صوت الزئير، والديالكتيك يكشف الحقيقة: كلما علت قهقهة الضباع ونباح الكلاب، إزداد زئير السباع رسوخا: كلما أشتد الظلام، اتسع نور العرين.
”إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا"
وعد لايخيب وعهد يتكرر في كل زمان: الغلبة للسباع والعواء والنباح إلى زوال، والزئير إلى إرتقاء.
العرين باق، والنصر قادم. والسباع صامدة، تحمل رموز المقاومة، وتبعث رسالة واضحة لكل محتل مستكبر غاصب:
”الذئاب في جلود الحمام... والتكفير قناع للإستعمار"
ماعاد يخفى على بصيرة الأمة أن ذاك النباح الممسوخ ماهو إلا ذراع لأجندات استعمارية تستعمل التكفير زريعة، والدم غاية، والفوضى وسيلة. وكم لبسوا ثوب الدين وهم في الحقيقة وكلاء للمشروع الظلامي المأجور، يبيعون الأوطان بثمن بخس، ويبدون الشماتة بالمقاومة المحقة والشرعية التي لاتطلب إلا الحرية والإستقلال”
”جبهة الحق: صمود يتجاوز الماورائيات ويربك الجينالوجية"
أمام هذا السيل من العمالة، تبرز جبهة الصمود والممانعة كرمز للكرامة، كجدار يتحدى الزلزلة، وكأيقونة تتجاوز قوانين الجينالوجية السياسية المعتادة، لتكتب معادلة جديدة في الوعي الميتافيزيقي للشعوب. إن الدم الحر يورق نصرا وأن الراديكالية الحقة ليست في سفك الدم بل في رفض الطغيان.
”من رحم الرماد يولد النصر ولو بعد حين"
قد يظن الغاصب أن الزمن لصالحه، وأن الكلاب المسعورة والضباع، قادرة على افتراس الفهود والنمور والسباع، لكن معادلة التاريخ تؤكد أن من رحم الرماد يولد الجمر. ومن بين الركام ينبثق الفجر. والزمن مهما طال لايغير نواميس الله في الصراع...(إن الباطل كان زهوقا.)
”المستكبرين الغزاة إلى مزبلة التاريخ..والسباع إلى ميادين العز والفخار"
ماأشد سخرية القدر حين يخيل للعميل أنه يمسك زمام المبادرة، وهو في الحقيقة يقاد كأداة، يلقى به في اللحظة المناسبة الى مزابل التاريخ، بينما تبقى السباع شاهدة على مجدها، تصوغ بدمائها أبجدية الشرف.
”صراع الوجود: بين عمالة مأجورة ومقاومة بالدم ممهورة"
ليس الصراع سياسيا فحسب، بل هو صراع وجودي: بين جبهة باطلة تستند إلى المال المسروق والدعم المأجور، وجبهة مقاومة كتبت شرعيتها بالدم، وختمتها تضحيات تفيض كرامة. إنها جدلية الحرية ضد العبودية، الحياة ضد العدم.
”قل جاء الحق وزهق الباطل.. وعد يتكرر في كل زمان"
مهما زخرف الباطل نفسه بالشعارات والدعاوى، يظل هشا أمام كلمة الحق، وهذه الآية الخالدة ليست مجرد وعيد بلاغي، بل ميثاق إلهي يتكرر عبر الأجيال: لايدوم ظلم ولايمحى دم شهيد.
”المستقبل لنا..والليل مهما طال فالفجر آت لاريب"
وهاهي إشارات الفجر تتسرب من بين ثنايا الليل، مبشرة جبهات المقاومة بأن طريقها وإن طال، فهو الطريق الحق. وإن الكلاب البرية المسعورة والضباع الغادرة، مهما اجتمعت فلن ولن تقدر على نمور وفهود وأسود أنيابها فولاذية وجرأتها ليس كمثلها جرأة. والشمس لن يغطيها غربال الباطل.
مفكر محلل وإعلامي سابق في الغربة.