أظهرت دراسة علمية حديثة أن وسائل منع الحمل الهرمونية لا تقتصر وظيفتها على منع الحمل فحسب، بل يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ على العاطفة والذاكرة لدى النساء.
وفقا للبحث الذي أجرته مجموعة من العلماء في جامعة رايس الأمريكية، تبين أن النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية يتفاعلن مع المشاعر والذكريات بطريقة مختلفة مقارنة بالنساء اللواتي لا يستخدمنها.
تفاصيل الدراسة
قام الباحثون بتقسيم المشاركات إلى مجموعتين: الأولى تتناول وسائل منع الحمل الهرمونية، والثانية لا تستخدمها. وتم عرض صور متنوعة عليهن — حزينة، سعيدة ومحايدة — مع مطالبة النساء باستخدام استراتيجيات مختلفة للتعامل مع هذه المشاعر، مثل الابتعاد العاطفي أو إعادة التقييم. وبعد ذلك، تم اختبار ذاكرتهن.
تأثير وسائل منع الحمل الهرمونية على عاطفة وذاكرة النساء
النساء اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية أظهرن تفاعلاً عاطفيا أقوى مع الصور.
عند محاولة تذكر الأحداث السلبية (الصور الحزينة)، تمكنت النساء من تذكر الحقائق الأساسية بشكل جيد، لكنهن أغفلن بعض التفاصيل الصغيرة والمؤلمة، خصوصًا عند استخدام استراتيجية "الابتعاد العاطفي".
الباحثون يرون أن هذا قد يكون آلية وقائية مفيدة، إذ يساعد الدماغ على تصفية التفاصيل السلبية غير الضرورية، مما يقلل من حدة التركيز على الجوانب المؤلمة.
في المقابل، لم يظهر فرق كبير في تذكر الصور الإيجابية، حيث تذكرتها المجموعتان جيدًا، وخاصة عند التعمق في المشاعر الإيجابية المرتبطة بها.
الأهمية الطبية
يشير الخبراء إلى أن هذه النتائج تكتسب أهمية خاصة، لأنها تثبت أن وسائل منع الحمل الهرمونية تؤثر ليس فقط على الجسد وإنما أيضا على الدماغ والحالة النفسية، وهذا قد يفسر العلاقة بين استخدام هذه الوسائل وبين بعض الحالات المرتبطة بالصحة النفسية مثل الاكتئاب.
ويخطط العلماء لمواصلة هذا البحث من خلال توسيع نطاق الدراسة لتشمل نساء في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية الطبيعية، بالإضافة إلى مقارنة أنواع متعددة من وسائل منع الحمل مثل الأقراص واللولب الهرموني.
