يوسف شرقاوي
تصادف اليوم، مئوية البروفيسور المؤرخ وليد الخالدي.
وليد الخالدي، المقدسي الذي زاوج الرواية الفلسطينية المكتوبة والشفوية، والمؤسس لمركز الدراسات الفلسطينية عام ١٩٦٣، وُصِفه عدد ممن رافقه من الزملاء، الباحثين والمؤرخين : إيلان بابيه، طارق متري، فيليب مطر، وليد خدوري، نديم روحانا، رائف زريق، خالد فراج،
إيلان بابيه : وليد الخالدي، ساهم مساهمة حاسمة، في مجال تأريخ العالم العربي عامة، وتأريخ فلسطين خاصة، وأن أفكاره وضعت حجر الأساس في بنيان الدراسات الفلسطينية، وهو حقل معرفي من شأنه أن يؤثر في مستقبل فلسطين وشعبها.
رجل القانون د. رائف زريق : الخالدي باحث ومؤرخ الزيارة بالحديث، عن تلك الزيارة وعن بعض أبعاد انسانيته في شخصيته، وبيته المتواضع، الذي أُعِد لاستقبال الأصدقاء وليس للإستعراض، ويسترسل زريق في حضرة وليد الخالدي : أنت لست في حضرة مؤرخ يعود إلى كرسيه قبل أن يتأكد أنك قد جلست مرتاحا في مقعدك، يحرك الحطب في موقدته كي تصبح النار أكثر توهجا، ليمهد للكلام بتعديل الحرارة لينهمر عليك بالأسئلة. ثم يطرح الأسئلة ويصغى ويدير الحديث، ليعرف أين تقف، وما الذي يهمك ويشغل فكرك. ثم يبدأ كلامه من حيث انتهى كلامك.
خالد فراج : عمل الخالدي على تكريس مجموعة من القيم والمفاهيم الجمعية داخل المؤسسة، ميزتها على غيرها من المؤسسات، مع القيمة العامة التي أرساها، ومع جوهر القضية التي أٌنشئت المؤسسة من أجلها، وتثبيت الحق لأصحابه عبر البحث العلمي الرصين.
بروفيسور وليد الخالدي، كان جهده منصبا طوال مشواره التأريخي على انتاج جيل بمستوى فلسطين التاريخ والقضية، ولذلك دأب وثابر على ترسيخ ثقافة لا تبتعد عن التأريخ، ألا وهي ثقافة أن فلسطين أكبر و أعرق من نكبتها وتشتيت وتهجير شعبها عام ١٩٤٨، وما بعد ذلك واحتلال ماتبقى منها، ومطاردة أهلها في الداخل والشتات، وأن شعبها عصيّ على الإبادة والتهجير والإنكسار، وسيبقى كذلك مدافعا عن حقه في تقرير مصيره بنفسه طال الزمن أم قصر.
ما أحوجنا لأمثال البروفيسور وليد الخالدي، والذين كتبوا عنه في مئويته، ونحن نتلقي ضربات قوية غير قاتلة، لاننا بصمودنا أفقدنا الحرب شرعيتها،واستطعنا رغم هذا التوحش غير المسبوق، أن نبرز للعالم إنهيار رواية الضحية "القديمة"