كتب الأستاذ محمد النوباني
ما يمكن قوله على عجالة بخصوص المحاولة الإسرائيلية الفاشلة التي جرت اليوم لإغتيال وفد حم/ اس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة أن ما قامت به إسرائيل تم بموافقة ومباركة امريكية مطلقة.
فهذا ما كشفت عنه القناة ١٢ الإسرائيلية حينما قالت بأن ترامب قد أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة قيادة حماس في قطر، واكده مسؤول امريكي كبير في البيت الأبيض في تصريح خاص لقناة الجزيرة القطرية حينما إعتراف صراحة بأن إسرائيل قد ابلغت واشنطن بموعد الغارة الإسرائيلية على قطر قبل وقوعها.
وإذا اضفنا لهذا التصريح ما سبق للرئيس الامريكي دونالد ترامب أن ما قاله منذ عدة ايام على منصة سوشيال حينما كتب قائلا : "لقد حذرت قيادة حماس من مغبة رفض مبادرتي لإطلاق سراح الرهائن لأنها الفرصة الاخيرة المتبقية لديهم قبل فوات الأوان وعليهم عدم إضاعتها".
وهذا يعني بأن ترامب قد أعطى إنذارا اخيرا لحركة حما/س فحواه إما أن تتعاطوا ايجابا مع مبادرتي لوقف إطلاق النار في غزة وتوافقوا عليها بدون قيد او شرط او تواجهنا مصيركم.
وغني عن القول بأن هذا التوجه الامريكي في التعامل مع حم -اس يشكل إمتدادا لتوجه امريكي جديد للتعامل مع كل القوى المعادية للهبمنة الامريكية في المنطقة فحواه انهم امام خيارين لا ثالث لهم إما الإستسلام ورفع الراية البيضاء او الهلاك.
ولا ينسحب هذا الموقف الامريكي- الإسرائيلي المستجد الذي هو إمتداد لموقف المحافظين الجدد في أمريكا على دول وأطراف ما يسمى بمحور المقاومة في المنطقة فقط بل على ما يسمى بدول الإعتدال العربي مثل قطر والسعودية والإمارات.
فهذه الدول ومهما بلغت عائداتها من النفط والغاز وما تحتويه صناديقها السيادية من مال وثروات ليست لا شريكة ولا حليفة لواشنطن بقدر ما هي مصدر لحلب المال.
وهذا ما عبر عنه ترامب قبل عدة أيام والذي هدد فيه الدول التي تستضيف قواعد امريكية ومنها قطر طبعا بالويل والثبور وعظائم الأمور إن تجرأت على مطالبة واشنطن ببدل مالي مقابل استضافتها لقواعد عسكرية امريكية في اراضيها.
إستنادا إلى ما تقدم فإن ما يمكن قوله أن ما جرى اليوم من قصف في فطر أكد المؤكد وهو أن قطر ،كغيرها من بلدان النظام الرسمي العربي، ليست دولة مستقلة بل مستعمرة امريكية.
ولهذا السبب بالضبط فإن منظومات الدفاع الجوي التي يتحكم بها،من الفها إلى يائها، الامريكيون لم تطلق صواريخها للتصدي للطائرات الإسرائيلية التي إستباحت المجال الجوي القطري وقامت بقصف اراضي قطرية يفترض انها خاضعة لدولة مستقلة وذات سيادة، ليس لأن الرادارات القطرية لم تكتشفها بل لأن الأمر الامريكي لم يصدر بالتصدي لها لأنها طائرات إسرائيلية صديقة.
بكلمات أخرى فلو أن ما تعرضت له قطر اليوم هو هجوم ايراني بالصواريخ على قاعدة العوديد الامريكية التي تستضيفها قطر كما حصل في الحرب الإسرائيلية- الايرانية الاخيرة لرأينا الباتريوت ينطلق في محاولة لإعتراضها وإسقاطها.
ولرأينا المتحدث بإسم الجيش القطري يظهر على قناة الجزيرة لإستعراض البطولات التي إجترحتها رجال الدفاع الجوي القطري وهم يتصدون للصواريخ الآيرانية ويتباهون بإسقاطها.
وكخلاصة فإن ما يمكن قوله أن ما جرى اليوم من قصف إسرائيلي لقطر يؤكد بأن الحليف والشريك الوحيد لواشنطن في المنطقة هو إسرائيل،وما تبقى مثل قطر وغيرها من الدول الوظيفية العربية ورغم كل التريليونات التي اغدقوها على ترامب هم مجرد موظفين لديه.