الكشف عن سبب أن بعض فيروسات الإنفلونزا أكثر خطورة من غيرها
دراسات و أبحاث
الكشف عن سبب أن بعض فيروسات الإنفلونزا أكثر خطورة من غيرها
10 أيلول 2025 , 14:09 م

أظهرت دراسة علمية حديثة أجراها معهد بول إيرليش الألماني (Paul-Ehrlich-Institut) أن بعض فيروسات الإنفلونزا ، وخاصةً تلك المرتبطة بالطيور، قد تكون أشد خطورة من غيرها بسبب قدرتها على تحفيز استجابة مناعية مفرطة تُعرف باسم عاصفة السيتوكينات، هذه الظاهرة المناعية قد تؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بأنسجة الجسم تفوق أضرار الفيروس نفسه.

الفيروسات عالية الإمراض: خطر قاتل

عادةً ما تكون معظم الإصابات بفيروسات الإنفلونزا خفيفة إلى متوسطة، لكن بعض السلالات، خصوصا فيروسات الإنفلونزا A عالية الإمراض، يمكن أن تسبب التهابات رئوية حادة تؤدي إلى فشل تنفسي قد يهدد الحياة، وتكمن خطورتها في قدرتها على الانتقال من الطيور إلى البشر، مع تسجيل معدلات وفيات مرتفعة.

دور الخلايا المناعية في شدة المرض

أجرى الباحثون دراسة شاملة على 11 سلالة مختلفة من فيروسات الإنفلونزا A، بما في ذلك الفيروسات الموسمية والفيروسات عالية الإمراض المرتبطة بالطيور، وركزت الدراسة على كيفية تفاعل هذه الفيروسات مع أنواع مختلفة من الخلايا المناعية البشرية.

كشفت النتائج أن الخلايا المتغصنة البلازمية (Plasmacytoid dendritic cells) تنتج كميات كبيرة من الإنترفيرون-ألفا (IFN-α) عند الإصابة بالإنفلونزا، بغض النظر عن نوع السلالة، لكن المثير للاهتمام أن الخلايا المناعية الأخرى، مثل الخلايا المتغصنة النخاعية (Myeloid dendritic cells) وأنواع متعددة من البلعميات (Macrophages)، تُصاب بالعدوى فقط عند مواجهة الفيروسات عالية الإمراض، مما يؤدي إلى تحفيز إنتاج كميات هائلة من الإنترفيرون من النوع الأول، وبالتالي نشوء الاستجابة المناعية المفرطة.

تفسير جديد لخطورة الفيروسات

هذا الاكتشاف يفسر لماذا تكون بعض فيروسات الإنفلونزا أشد فتكا من غيرها، إذ إن قدرتها على التكاثر داخل أنواع محددة من الخلايا المناعية هو ما يثير تلك العاصفة المناعية المدمرة، وبحسب الباحثة الأستاذة زوي فيبلر، نائبة رئيس المعهد، فإن هذه النتائج تُعد خطوة مهمة لفهم آليات المرض وتطوير استراتيجيات علاجية أفضل، بالإضافة إلى المساعدة في تقييم مخاطر السلالات الفيروسية الجديدة.

أهمية البحث في المستقبل

يمثل هذا البحث نقلة نوعية في فهم العلاقة بين الفيروسات عالية الإمراض والجهاز المناعي البشري، حيث يمكن أن يفتح الباب أمام تطوير علاجات موجهة تقلل من خطر الالتهابات المميتة، وتساعد في تحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر عند مواجهة سلالات جديدة من الإنفلونزا.