أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب فلوريدا ونُشرت في مجلة Menopause أن انقطاع الطمث لا يقتصر على الأعراض الجسدية والنفسية المعتادة، بل يمتد أيضا إلى تغييرات صوتية قد تؤثر على جودة حياة النساء، خصوصًا اللواتي يعتمدن على أصواتهن في المهن مثل التدريس، التمثيل، والغناء.

كيف يؤثر انقطاع الطمث على الصوت؟

بحسب البحث الذي قادته الدكتورة يائيل بنسوسان، مديرة مركز الصوت في كلية طب جامعة جنوب فلوريدا، بالتعاون مع البروفيسور روبال باتيل من جامعة نورث إيسترن، فإن الانخفاض في هرموني الإستروجين والبروجيسترون يساهم في تغييرات مثل:

خشونة الصوت

بحة مزمنة

فقدان الاستقرار والتحكم الصوتي

وأوضح الباحثون أن إنتاج الصوت عملية معقدة تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين التنفس، النطق، حركة الأحبال الصوتية والرنين. أي خلل في مرونة أو توتر الأحبال الصوتية قد يؤثر سلبًا على جودة الصوت.

خيارات العلاج والوقاية

الدراسة استعرضت عدة حلول لمعالجة التغيرات الصوتية المرتبطة بسن اليأس، منها:

علاج الصوت لتخفيف الإجهاد وتحسين التحكم.

الترطيب والتبخير لمعالجة جفاف الأغشية المخاطية.

العلاج الهرموني بالتعاون مع أطباء أمراض النساء.

حقن ثنائية في الأحبال الصوتية لاستعادة النقاء والقوة.

كما سلط الباحثون الضوء على إمكانية استخدام مؤشرات صوتية معززة بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التغيرات الدقيقة المرتبطة بانقطاع الطمث بطريقة غير جراحية.

تحديات وسوء فهم شائع

تشير بنسوسان إلى أن العديد من النساء يتم تجاهل أعراضهن الصوتية وتفسيرها بشكل خاطئ على أنها ارتجاع معدي أو التهاب في الحنجرة. وتقول: "الكثير من النساء، وخاصة المحترفات في مجال الصوت، يتم تجاهلهن لأن الفهم بتأثير الهرمونات على الصوت لا يزال محدودا."

وأضافت أن بعض النساء اللواتي يخضعن لعلاج بالتستوستيرون يتعرضن لتغييرات صوتية "أكثر ذكورية"، ما قد يكون صادمًا لهن لغياب التوعية المسبقة حول هذا الأثر الجانبي.

نحو مستقبل أفضل للوقاية والتشخيص

تؤكد الدراسة على أهمية التعاون بين أطباء النساء وأخصائيي الصوت لزيادة الوعي وتقديم علاج مناسب، كما يُتوقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التشخيص المبكر عبر تحليل البصمات الصوتية.

وتختم بنسوسان: "نحتاج إلى مزيد من الأبحاث والتعاون مع أطباء أمراض النساء، حتى نحدد متى يمكن أن يفيد العلاج بالهرمونات الصوت، ولمن يجب أن يُقدّم."