كشفت دراسة علمية دولية أن الجاذبية بين الجنسين لا تقتصر على جمال الملامح أو تناغم الوجه فحسب، بل هي نتاج مزيج معقد من العوامل البيولوجية والنفسية، بما في ذلك الصوت، الحركات، والإشارات غير اللفظية، وصولًا إلى رائحة الجسد. ونُشرت نتائج البحث في مجلة British Journal of Psychology.
على مدى عقود، ركزت معظم الدراسات المتعلقة بالجاذبية على ملامح الوجه، مثل التناظر والانسجام، واعتبرت أنها عوامل عالمية مشتركة. إلا أن الباحثين أكدوا أن الحياة اليومية تكشف جانبا مختلفا، فالانجذاب يتشكل عبر تفاعل متعدد الأبعاد يشمل نبرة الصوت، لغة الجسد، وحتى الإشارات الكيميائية المرتبطة بالرائحة الطبيعية.
سر الجاذبية بين الرجال والنساء
شارك في التجربة أكثر من 130 شابا وشابة. قُسّم المشاركون إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى ("الوكلاء"): قدموا صورا شخصية، تسجيلات صوتية، مقاطع فيديو قصيرة بتعبيرات حيادية، إضافة إلى عينات من رائحة الجسد التي جُمعت خلال نشاط بدني.
المجموعة الثانية ("المُقيّمون"): طُلب منهم تقييم كل من هذه العناصر على مقياس الجاذبية.
وأظهرت النتائج أن المحفزات المتعددة الوسائط مثل الفيديو المصحوب بالصوت، كانت الأكثر جذبًا، بينما جاءت رائحة الجسد في أدنى التقييمات. أما الصور والملامح الصوتية ومقاطع الفيديو الصامتة فجاءت في مرتبة متوسطة، مع فوارق طفيفة فيما بينها.
العلاقة بين الصوت والجاذبية بين الجنسين
لاحظ العلماء أن بعض القنوات الحسية تحمل رسائل متشابهة: فغالبا ما ترافق الصوت الجذاب ملامح وجه جذابة أيضا، وكان هناك ترابط قوي بين تقييمات الصوت والوجه، بينما ظهر أضعف ترابط بين تقييمات الرائحة والصور، ومن المثير للاهتمام أن جاذبية رائحة الجسد ارتبطت إيجابا بجاذبية الحركات الجسدية، وهو ما قد يشير إلى عوامل بيولوجية مشتركة مثل الصحة العامة أو التوازن الهرموني.
آفاق البحث
يخطط الباحثون لمزيد من الدراسات حول كيفية تأثير هذه الإشارات غير اللفظية على التفاعل الاجتماعي والعلاقات العاطفية في الحياة الواقعية، مع التركيز على تحديد المكونات الدقيقة للحركات أو الروائح التي تزيد من جاذبية الفرد.