تعرف على أكثر الفيروسات شيوعا وتأثيرها على الصحة
منوعات
تعرف على أكثر الفيروسات شيوعا وتأثيرها على الصحة
14 أيلول 2025 , 14:42 م

يعد الورم الحليمي البشري من أكثر الفيروسات انتشارا، وغالبا ما يكون مفهومه غير دقيق لدى العامة، إنه شائع إلى درجة أن معظم الأشخاص – حتى 80% – سيصابون به في مرحلة ما من حياتهم، وغالبا دون أن يلاحظوا ذلك.

أهمية فهم الورم الحليمي البشري

الفيروس مرتبط بعدة أنواع من السرطانات، مما يجعل معرفة المعلومات الصحيحة عنه أمرا ضروريا،

 وقد حدد العلماء أكثر من 200 نوع من الورم الحليمي البشري، مما يجعله من أكثر العائلات الفيروسية تنوعا وتعقيدا، العديد من هذه الأنواع منخفضة المخاطر، ولا تسبب أعراضا أو تؤدي إلى ثآليل حميدة فقط.

على سبيل المثال، الأنواع 1 و2 و4 مسؤولة عن الثآليل الجلدية الشائعة، مثل الثآليل الأخمصية التي يمكن اكتسابها في حمامات السباحة، بينما تسبب الأنواع 6 و11 الثآليل التناسلية، وهي نموات صغيرة تظهر على الأعضاء التناسلية أو حول فتحة الشرج، يمكن إزالة هذه الثآليل باستخدام الكريمات، الجراحة، أو التجميد، لكنها لا تقضي على الفيروس نفسه، مما يعني إمكانية انتقاله إلى الشريك الجنسي حتى يتمكن جهاز المناعة من التخلص منه.

الأنواع عالية الخطورة

الأنواع 16 و18 من الورم الحليمي البشري مرتبطة بشكل وثيق بالسرطان، وتندرج ضمن مجموعة من حوالي 14 نوعا عالي الخطورة يمكنها دخول الخلايا البشرية وإلحاق الضرر بالحمض النووي، مما يعطل التحكم الطبيعي في نمو وانقسام الخلايا ويزيد خطر تطور السرطان، تزيد العدوى المتكررة أو المستمرة بهذه الأنواع من احتمالية الإصابة بالسرطان، كما أن التدخين يقلل من قدرة الجهاز المناعي على التخلص من الفيروس.

معلومات عن الورم الحليمي البشري

نظرا لتنوع الورم الحليمي البشري – من الثآليل الجلدية البسيطة إلى الأنواع المرتبطة بالسرطان – تنتشر العديد من المعلومات الخاطئة حوله. فيما يلي أهم خمس نقاط يجب معرفتها:

1. الورم الحليمي البشري لا يقتصر على سرطان عنق الرحم فقط

إلى جانب سرطان عنق الرحم، يرتبط الورم الحليمي البشري بسرطانات الفرج، المهبل، فتحة الشرج، القضيب، الفم والحنجرة، تشير الأدلة الحديثة إلى أن بعض أنواعه قد تسهم أيضا في تطور سرطان الجلد، هذا يفسر أهمية اللقاح المتاح على نطاق واسع لكلا الجنسين، حيث يقي من انتقال العدوى بين الشركاء الجنسيين بغض النظر عن توجههم الجنسي.

2. لا تحتاج إلى أعراض أو ثآليل تناسلية لنقل الفيروس

يمكن أن يبقى الورم الحليمي البشري على الجلد لأشهر قبل أن يتمكن جهاز المناعة من التخلص منه، مما يسمح بالانتقال قبل ظهور الثآليل وبعد علاجها، لذلك يُنصح باستخدام الواقي الذكري لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد زوال الثآليل المرئية.

3. يمكن أن يحدث انتقال الفيروس بطرق أخرى غير الجنس المهبلي أو الشرجي

يمكن أن ينتقل الورم الحليمي البشري عبر الجنس الفموي، مما يزيد خطر الإصابة بسرطان الفم والحنجرة. كما يمكن أن ينتقل عبر استخدام ألعاب الجنس، لذا من الضروري اتباع ممارسات النظافة الجيدة وتجنب المشاركة في استخدام هذه الأدوات.

4. الواقي الذكري لا يوفر حماية كاملة

الواقي الذكري يقلل من خطر انتقال الورم الحليمي البشري، لكنه لا يمنح حماية كاملة لأن الجلد المكشوف قد يحمل الفيروس، هذا هو السبب في أن معظم الأفراد النشطين جنسيًا قد يصادفون أحد أنواع الفيروس خلال حياتهم حتى عند ممارسة الجنس الآمن.

5. حتى النساء الملقحات بحاجة لاختبارات مسحة عنق الرحم

تستهدف اللقاحات الحالية الأنواع عالية الخطورة فقط، ولا تعالج العدوى القائمة أو تغطي جميع الأنواع المسرطنة. لذلك، يُوصى للنساء بين 25 و64 عاما بإجراء فحص عنق الرحم كل خمس سنوات، حتى بعد التطعيم. يجب مراجعة الطبيب فورا عند ظهور علامات محتملة للسرطان، مثل الألم أو النزيف بعد الجماع، أو نزيف بين الدورات الشهرية أو بعد انقطاع الطمث، أو تغيرات في الإفرازات المهبلية.

الوضع الحالي للقاح الورم الحليمي البشري

على الرغم من توفر اللقاح على نطاق واسع، إلا أن معدلات التطعيم انخفضت في بعض المناطق بسبب جائحة COVID-19 والمعلومات المغلوطة عن سلامة وفعالية اللقاح، تهدف منظمة الصحة العالمية إلى تلقيح 90% من الفتيات بحلول سن 15 بحلول 2030، بينما تشير البيانات الحالية إلى أن حوالي 48% فقط من الفتيات حول العالم قد تلقين التطعيم الكامل، مما يستدعي المزيد من الجهود لزيادة الوعي.

بالرغم من أن الورم الحليمي البشري غالبا ما يكون غير ضار، فإن بعض أنواعه قد تكون خطيرة جدا، لا داعي للقلق بشأن الحياة الجنسية الطبيعية، فالحماية من خلال اللقاح لا تقتصر على الفرد فقط، بل تمتد لحماية الشركاء المستقبليين. من خلال البقاء مطلعين واتخاذ التدابير الوقائية، يمكننا تقليل تأثير هذا الفيروس الشائع والحفاظ على صحتنا وصحة الآخرين.