فيروس جنسي شائع يتسبب بسرطان الجلد
دراسات و أبحاث
فيروس جنسي شائع يتسبب بسرطان الجلد
8 آب 2025 , 14:56 م

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH) عن صلة محتملة بين فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسياً شيوعاً، وبين نوع خطير من سرطان الجلد يُعرف بسرطان الخلايا الحرشفية.
- فيروس HPV يوسّع دائرة الاتهام
يُعرف فيروس HPV منذ سنوات طويلة بارتباطه بعدد من السرطانات مثل سرطان عنق الرحم، وسرطان الشرج، والحلق، والرأس، والرقبة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُربط فيها الفيروس مباشرة بسرطان الجلد، مما أثار اهتمام الأوساط الطبية والعلمية.
- حالة نادرة كشفت العلاقة
بدأت خيوط هذا الاكتشاف بالظهور بعد تشخيص امرأة تبلغ من العمر 34 عاماً كانت تعاني من تكرار إصابتها بسرطان الجلد، على الرغم من خضوعها لعمليات جراحية وعلاجات مناعية متعددة، في البداية اعتُقد أن حالتها ناجمة عن أسباب وراثية أو حساسية للإشعاع فوق البنفسجي.
لكن تحاليل الخلايا السرطانية أظهرت دمج فيروس HPV في الحمض النووي للخلايا المصابة، وهو ما يشير إلى أن الفيروس ربما كان السبب الفعلي وراء عدوانية المرض.
- نقص مناعي ودور الفيروس
كشفت الفحوصات أن المريضة كانت تعاني من نقص مناعي حاد، إذ لم يكن جسمها ينتج كمية كافية من الخلايا التائية التي تُعد أساسية لمحاربة الفيروسات، وقد خضعت لعلاج عبر زراعة خلايا جذعية بهدف استعادة جهازها المناعي.
وبعد متابعة استمرت 3 سنوات، لم تسجل المريضة أي عودة للسرطان، كما اختفت الأورام الفيروسية التي كانت تظهر على لسانها وجلدها، وهو ما اعتُبر دليلاً إضافياً على ارتباط الفيروس بتطور الورم.
- سلالة بيتا: خطر جديد من نوع مختلف
أظهرت التحاليل أن المريضة كانت مصابة بسلالة "بيتا" من فيروس HPV، وهي تختلف عن سلالة "ألفا" المعروفة بارتباطها بسرطانات عنق الرحم والحلق والشرج، وتنتقل سلالة "بيتا" عبر الجلد ويمكن أن تُنقل جنسياً، ما يوسّع من فهم آلية انتشار وتأثير الفيروس.
وقد تبين أن الفيروس اندمج في المادة الوراثية للخلايا، مما دفعها إلى إنتاج بروتينات فيروسية يُعتقد أنها حفزت الطفرات السرطانية وأسهمت في تطور المرض.
- وجه جديد للعلاج المناعي
صرحت الدكتورة أندريا ليسكو، قائدة فريق البحث، قائلة:
"قد يغيّر هذا الاكتشاف الطريقة التي نفهم بها تطور سرطان الجلد، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة، ويفتح الباب أمام خيارات علاجية مناعية جديدة."
- هل القصة مكتملة؟ لا تزال الأدلة أولية
رغم أهمية هذه النتائج، يؤكد الباحثون أنها أولية ولا تُثبت علاقة سببية مباشرة بعد. وتبقى الحاجة قائمة إلى دراسات أوسع تشمل عددا أكبر من المرضى لتحديد حجم تأثير فيروس HPV بدقة على سرطان الجلد.
- جهاز المناعة والدفاع الطبيعي ضد الفيروس
في معظم الحالات، يتمكن الجهاز المناعي من القضاء على فيروس HPV دون أعراض ملحوظة، لكن في حالات معينة قد تظهر ثآليل جلدية تُعالج إما بالجراحة أو بالأدوية الموضعية.
- أهمية التطعيم ضد فيروس HPV
يشدد الخبراء على أن التطعيم ضد فيروس HPV يظل الوسيلة الأهم للوقاية من سلالاته المختلفة، وخاصة تلك المرتبطة بالسرطانات المعروفة، وربما أيضًا السرطانات الجلدية في المستقبل.


المصدر: Daily Mail