حل لغز الفوهات الغازية في سيبيريا
منوعات
حل لغز الفوهات الغازية في سيبيريا
17 أيلول 2025 , 12:56 م

تم اكتشاف نحو 20 فوهة غازية في سيبيريا منذ عام 2014، بعضها بعمق يتجاوز 45 متراً، أول هذه الفوهات ظهر في شبه جزيرة يامال شمال روسيا، وأثار دهشة العلماء والمجتمع الدولي، سرعان ما ربط الباحثون الظاهرة بالتغير المناخي وذوبان التربة الصقيعية الدائمة، حيث يؤدي ذوبان الجليد إلى تراكم غاز الميثان في الفراغات تحت الأرض.

دور التغير المناخي والجيولوجيا معاً

على الرغم من أن الاحتباس الحراري يُعتبر عاملاً رئيسياً، إلا أن دراسة حديثة نشرت في مجلة Science of the Total Environment تقترح تفسيراً أكثر تعقيداً. وفقاً لفريق الباحث هِلغه هيلليڤانغ من جامعة أوسلو، تلعب الصدوع التكتونية دوراً محورياً، إذ تسمح للغازات العميقة بالصعود والتجمع تحت طبقة التربة الصقيعية، التي تعمل كغطاء يمنع تسربها.

عندما ترتفع درجات الحرارة ويذوب السطح مكوناً بركاً مائية صغيرة، تضعف الطبقة العليا. ومع ازدياد الضغط في الفراغات تحت الأرض، ينفجر الغاز فجأة نحو السطح، مكوّناً فوهات هائلة.

فوهات تتحول إلى بحيرات


اليوم، لا يزال عدد الفوهات المكتشفة محدوداً، لكن العلماء يعتقدون أن هناك المزيد منها لم يُكتشف بعد، الكثير من هذه الفتحات تتحول بسرعة إلى بحيرات، ما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة. وتشير الدراسات إلى أن مثل هذه الظواهر قد حدثت في الماضي، قبل نحو 9–10 آلاف سنة، عندما كان المناخ أكثر دفئاً.

خلاف علمي حول التفسيرات

رغم التقدم في النماذج العلمية، يبقى الخلاف قائماً بين الباحثين. يقول يفغيني تشوفيلين من معهد سكولتيك إن جيولوجيا المنطقة ما زالت غير مفهومة بالكامل، وإنه لم يتم بعد إجراء حفر عميق لدراسة طبيعة الفراغات تحت الأرض، لذلك تبقى الكثير من النتائج حتى الآن استنتاجات غير مباشرة.

من جانبها، توضح لورين شورماير من جامعة هاواي، التي نشرت دراسة مستقلة عام 2023، أن صور الأقمار الصناعية تكشف وجود آلاف البحيرات الصغيرة في المنطقة، ويحتمل أن العديد منها تكون نتيجة انفجارات غازية سابقة.

المستقبل يحمل المزيد من المفاجآت

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، يحذر العلماء من أن احتمالية تكرار الانفجارات الغازية ستزداد، ما قد يشكل خطراً بيئياً وجيولوجياً جديداً في سيبيريا.