تُعتبر آلام أسفل الظهر السبب الرئيسي للإعاقة على مستوى العالم، ومع ذلك غالبا ما تكون العلاجات المتاحة محدودة الفعالية. ومن بين الخيارات العلاجية المثيرة للجدل، يبرز الوخز بالإبر الصينية ، حيث يُوصى به في الولايات المتحدة الأمريكية لكنه غير معتمد كإجراء رسمي في المملكة المتحدة.
الوخز بالإبر الصينية
أظهرت دراسة جديدة أن الوخز بالإبر الصينية يوفر بعض التخفيف من آلام أسفل الظهر، إلا أن الفائدة كانت متواضعة، وأوضحت الدراسة أن إضافة جلسات متابعة إضافية لم تُحدث فرقا ملحوظا في النتائج.
شملت الدراسة 800 من كبار السن، تم تقسيمهم عشوائيًا إلى مجموعات تتلقى الرعاية المعتادة أو أحد برنامجي الوخز بالإبر، شمل البرنامج القياسي 11 جلسة على مدى 12 أسبوعا، بينما أضاف البرنامج الموسع خمس جلسات متابعة خلال 12 أسبوعا إضافية، أُجريت التجربة على يد 55 متخصصًا في الوخز بالإبر في مختلف مناطق الولايات المتحدة.
بعد ستة و12 شهرا، أظهرت المجموعتان اللتان تلقتا الوخز نتائج مشابهة، مما يوضح أن جلسات المتابعة الإضافية لم تقدم تحسنًا ملحوظًا. وبالرغم من ذلك، أظهرت نتائجهم تحسنا في الألم والوظائف مقارنة بالمجموعة التي تلقت الرعاية المعتادة، حيث تحسن حوالي 40٪ منهم بنسبة لا تقل عن 30٪، واستمر هذا التحسن حتى تقييم 12 شهرا دون ظهور مخاطر صحية كبيرة.
مقارنة بالعلاجات الأخرى
أظهرت الدراسات في أستراليا والولايات المتحدة أن برامج إعادة التأهيل الشاملة التي تركز على الجوانب البدنية والنفسية لآلام الظهر تعطي نتائج أفضل بكثير من الوخز بالإبر.
الدراسة الأسترالية: أظهرت انخفاضا أكبر في الألم والإعاقة من خلال برامج إعادة التأهيل التي قدمها أخصائيو العلاج الطبيعي، مع تحقيق توفير كبير في التكاليف.
الدراسة الأمريكية: ركزت على تعليم المشاركين أن آلام الظهر غالبا ما تكون ناتجة عن حماية الدماغ المفرطة، وليس عن ضرر فعلي في الظهر، واستخدمت تقنيات العلاج النفسي الحركي لتغيير طريقة التعامل مع الألم، مما أدى إلى تخفيض أكبر في الألم والإعاقة مقارنة بالوخز بالإبر.
على الرغم من أن الوخز بالإبر الصينية يوفر بعض الراحة لآلام أسفل الظهر، إلا أن العلاجات الشاملة التي تجمع بين العلاج الجسدي والنفسي تقدم نتائج أفضل وأكثر استدامة. ومع ذلك، غالبا ما يلتجئ المرضى إلى الوخز بالإبر بسبب سهولة الوصول إليه وتوفير بعض التخفيف من الأعراض.
يُبرز هذا الأمر الحاجة إلى زيادة الوعي بين المرضى حول العلاجات الأكثر فعالية، وضمان تدريب المهنيين الصحيين لتقديم هذه الخيارات الشاملة بطريقة آمنة ومتاحة للجميع.