ما بين السابع والثامن من اكتوبر
مقالات
ما بين السابع والثامن من اكتوبر
عصام سكيرجي
18 أيلول 2025 , 16:11 م

يحاول البعض المتساقط الربط بين السابع من اكتوبر والثامن من اكتوبر بمعادلة السبب والمستبب , وفي هذا مغالطة كبيرة فالسابع من اكتوبر والثامن من اكتوبر ما هم الا نتيجة

اولا لوجود الاحتلال الاحلالي ,

وثانيا لوجود سلطة الذل والعار وحزبها الحاكم الذي قزم قضيتنا الفلسطينية وحولها من قضية وجود الى قضية حدود وسجادة حمراء

وبذلك اعطى الشرعية لوجود دولة الكيان الغاصب على اكثر من اربعة اخماس الوطن الفلسطيني ,

وثالثا لنظام عربي رسمي متهالك يختزل الامن الوطني والقومي بامن الكرسي ,

ورابعا لضعف وعجز وافلاس الحركة الوطنية العربية والفلسطينية فكريا وسياسيا ودخولها في مرحلة التكلس والجمود الفكري ,

السابع من اكتوبر كانت النقطة المضيئة في تاريخ مظلم ابتداء مع اوسلو ولا زال مستمرا لغاية اليوم , نقطة صنعتها دماء المقاتلين من كافة فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية , نقطة مضيئة اعادة احياء القضية الفلسطينية واعادتها الى مركز العالم بعد تغييب قصري ناتج عن السياسات العبثية لاصحاب نهج التنازل والتفريط , تغييب قاد ومهد للثامن من اكتوبر , يقول المثل العربي ( المال السايب يعلم الناس على السرقة ) فكيف اذا كان هذا المال السائب هو ما تبقى من الوطن الفلسطيني الذي ترك عرضة للنهب والتصفية بفضل سياسات نهج التنازل والتفريط , قد يقول قائل متفلسفا لتبرير سياسات نهج التنازل والتفرط ( ليكن السابع من اكتوير نقطة مضيئة , لكن نتائج الثامن من اكتوبر كارثية بكل معنى الكلمة , من حيث حجم الدمار والدماء واعداد الشهداء ) , صحيح ولا احد ينكر ذلك , لكن الا تقول الامثال الشعبية ( ان ما خربت ما بتعمر , وان ما كبرت ما بتصغر ) ... بالمعنى السياسي ان الاوطان لا تحرر بتجبير الخواطر ولعق الايادي وغير الايادي . ولم يسجل التاريخ ان هناك وطنا تحرر بمثل هذه السياسات ,, ورغم كارثية المشهد الا ان ما حدث ويحدث سيؤسس لمرحلة جديدة عنوانها خروج طائر العنقاء من تحت الرماد وبزوغ فجر الحرية , وما السابع من اكتوبر الا نتيجة لما قبل السابع من اكتوبر , وما الثامن من اكتوبر الا استمرار لما قبل السابع من اكتوبر , استمرار لمرحلة عمرها من عمر القضية , من دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا وووووو والقائمة تطول , ولن يضيع حق خلفة مطالب مقاوم محارب