أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة فليندرز الأسترالية أن المخاطر الكامنة في أحبار الوشوم قد تكون أكبر مما يعتقده الكثيرون، إذ لا تقتصر على التصميم أو الحجم فقط، فقد تبين أن مكونات الأحبار لا تتطابق دائما مع ما هو مذكور على الملصقات، ما يطرح علامات استفهام حول سلامتها في ظل غياب القوانين والمعايير التنظيمية الكافية.
تناقض بين الملصقات والمحتوى الفعلي
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Environmental Health، حيث استخدم الباحثون تقنيات تحليل متقدمة لفحص مجموعة من الأحبار التجارية مثل "الأصفر الليموني" و"الأصفر الذهبي" و"البرتقالي الفاتح". وكشفت التحاليل عن وجود مكونات غير مدوَّنة مثل الألومنيوم والصوديوم والسيليكون، إضافة إلى اختلافات واضحة بين ما يُعلن على العبوات وما تحتويه فعليا.
تداعيات صحية مقلقة
تشير الباحثة بتول الجبران (مرشحة الدكتوراه) إلى أن هذه المكونات الخفية تثير مخاوف جدية بشأن سلامة المستهلك، خاصة أن أصباغ الوشوم قد تسبب:
تفاعلات تحسسية
التهابات جلدية
تأثيرات جهازية على الصحة عند امتصاصها داخل الجسم
كما أوضح الباحثون أن هذه الأصباغ قد تتحلل بفعل أشعة الشمس أو التقدم في العمر أو إزالة الوشم بالليزر، مما يزيد من احتمالية إطلاق مركبات سامة أو مواد مسرطنة.
فجوات تنظيمية تدعو للقلق
أكدت الأستاذة كلير لينهين من كلية العلوم والهندسة أن نتائج البحث تكشف عن ثغرات في الرقابة والتنظيم. وأشارت إلى أن الدراسات السابقة أثبتت إمكانية انبعاث مركبات مسرطنة ومواد تضر بالحمض النووي أثناء عملية الوشم أو مع مرور الوقت.
كما أضاف الباحث بنجامين بويل أن هذه النتائج يجب أن تكون أساسًا لتطوير سياسات تنظيمية أكثر صرامة، وتعزيز معايير السلامة المتعلقة باستخدام الأحبار في الوشوم ومستحضرات التجميل الدائمة.
نحو وعي وتنظيم أفضل
تهدف هذه السلسلة من الأبحاث إلى إرشاد السياسات الصحية العامة وتقديم معلومات موثوقة للمستهلكين، بما يساهم في تحسين الممارسات المتعلقة بالوشوم وإزالتها سواء في أستراليا أو على المستوى العالمي.