مشروع فني حائز على جوائز يعيد الحياة لأصوات الديناصورات
منوعات
مشروع فني حائز على جوائز يعيد الحياة لأصوات الديناصورات
22 أيلول 2025 , 13:44 م

تخيل أن تحضر حفلاً موسيقياً يأخذك في رحلة صوتية إلى المستنقعات القديمة، حيث تُعيد آلات موسيقية مستوحاة من الديناصورات إنتاج الأصوات التي ملأت العالم قبل ملايين السنين، هذا ما يسعى إليه مشروع فني مبتكر بعنوان "جوقة الديناصورات" (Dinosaur Choir)، الذي نال إعجاب المجتمع العلمي والفني على حد سواء.

غالباً ما تقدم الأفلام أصوات الديناصورات على شكل زئير مرعب، لكن الحقيقة العلمية تشير إلى أن هذه الكائنات لم تكن تُصدر تلك الأصوات إطلاقاً. وبدلاً من ذلك، يُرجّح أن أصواتها تراوحت بين الهدير، والصرير، والأنين، والهمهمة، والصفير، وهي أصوات أقرب إلى الطيور المعاصرة منها إلى وحوش هوليوود.

جوقة الديناصورات: تحويل الحفريات إلى آلات موسيقية

قام بتطوير المشروع الفنانة والموسيقية كورتني براون من جامعة Southern Methodist في ولاية تكساس، بالتعاون مع المصمم الصناعي تشيزاري غاجيفسكي من جامعة ألبرتا في كندا.

يهدف المشروع إلى إعادة تشكيل الديناصورات كآلات موسيقية تفاعلية، بحيث يتمكن الناس من اختبار أصواتها والمشاركة في تجارب موسيقية جماعية تجمع بين الفن، والعلوم، والتكنولوجيا.

الكوريثوصور: أول آلة موسيقية من عصور ما قبل التاريخ

أول عضو في هذه الجوقة هو ديناصور الكوريثوصور (Corythosaurus)، وهو عشبـي عاش في أواخر العصر الطباشيري، تميّز بوجود عرف بارز على رأسه. يعتقد العلماء أن هذا العرف كان يعمل كغرفة صوتية تُصدر أصواتاً عميقة للتزاوج أو للتحذير من المفترسات.

تمت إعادة بناء هذه الآلة الموسيقية عبر طباعة ثلاثية الأبعاد لعرف الكوريثوصور، استناداً إلى مسح مقطعي محوسب (CT Scan) لجماجم متحجرة. يحتوي النموذج على صندوق صوت رقمي ومكبر صوت، يتصلان بكاميرا وميكروفون لالتقاط اهتزازات وفم المستخدم، مما يولّد أصواتاً متنوعة تخرج من العرف كما لو كانت صادرة عن الديناصور نفسه.

ديناصور الأنكيلوصور

لم تتوقف الفكرة عند الكوريثوصور فقط؛ إذ يخطط الفريق لإضافة آلة موسيقية جديدة تمثل ديناصور الأنكيلوصور (Ankylosaurus)، المعروف بجسمه المدرع وصندوقه الصوتي الذي وُصف مؤخراً بأنه أقرب إلى الطيور من الزواحف.

رؤية المشروع المستقبلية

تقول كورتني براون على موقع المشروع: "رؤيتنا هي إنشاء جوقة ديناصورات كاملة، تتيح تجارب موسيقية اجتماعية وتفاعلية، حيث نتعلم معاً عن الموسيقى والديناصورات والتكنولوجيا والعلوم."

بهذا الطموح، يسعى المشروع إلى أن يصبح جسراً بين الماضي السحيق والإبداع الفني المعاصر، مانحاً الجمهور فرصة فريدة للاستماع إلى أصوات لم تُسمع منذ ملايين السنين.

المصدر: مجلة nature