لماذا الخوف من المسار البديل , يمكننا ان نرجع اسباب الخوف الى سببان اثنان .
الاول ان معظم قيادات الفصائل الفلسطينيه يبلغ متوسط اعمارهم فوق السبعين عاما , ومن المعروف فى علم النفس ان الانسان مع التقدم فى العمر يفقد القدره على الاقدام والتكيف مع الجديد ويصبح اكثر تحفظا وانعزالا , اضف الى ذلك ان معظم الفصائل بما فيها القياده الرسميه للمنظمه تعانى من الافلاس الفكرى والسياسى وتدور فى حلقات العجز , وهى ترى فى البديل الخطر الذى سيفضح ويعرى عجزها وتخاذلها امام الجماهير .
اما السبب الثانى , فهو الخوف من العوده الى زمن الوصايه وتغييب الهويه الوطنيه الفلسطينيه , خصوصا وان معظم مشاريع التصفيه للقضيه الفلسطينيه , محورها يقوم حول الوصايه وتغيب الهويه الوطنيه للشعب الفلسطينى , وهنا يجب ان يكون واضحا ان ما كان يصح بعد النكبه لا يصح اليوم , خصوصا وان الهويه الوطنيه اصبحت مترسخه فى قلب ووعى ووجدان كل فلسطينى ولد ام لم يولد بعد , وان الوعى الشعبى اليوم يختلف عن ذلك الذى كان سائدا بعد النكبه .
ان التغيير اليوم يعتمد على الفئه الشبابيه بشكل عام , والبعض من من يتمتعون بروح وانطلاقة الشباب , قطار التاريخ لا يعرف السكون وهو دائم الحركه , ومن لا يركب القطار سيبقى خارج التاريخ , ومن يتتبع القيادات الفلسطينيه اليوم لا بد وان يخرج باستنتاج واحد ووحيد وهو ان هذه القيادات اصبحت فاقده للقدره وتعانى من الشلل التام او هى فى حاله متقدمه من الزهايمر فهى تعيش خارج الزمان والمكان , ففى الوقت الذى نرى فيه الحركه الدؤبه للعدو وللمتامرين مع العدو فى اتجاه تصفية قضيتنا الوطنيه , فى هذا الوقت نرى القيادات الفلسطينيه اذن من طين واخرى من عجين , وهنا اتحدى اى متتبع سياسى ان يعطينا خطوه عمليه واحده لهذه القيادات فى اتجاه مجابهة مخاطر التصفيه للقضيه الوطنيه .
منذ عشرين عاما او اكثر ولغاية اليوم , لم نرَ او نسمع من القيادات الفلسطينيه سوى بيانات الشجب والاستنكار لا غير , واذا كان شعبنا قد مارس سياسة الصبر على امل صحوه مفاجئه عند هذه القيادات , فان استمرار الحال من المحال , فلا احد يحق له اليوم ان يتسال لماذا تحركت الفئه الشبابيه من شعبنا , ولا احد يحق له الاعتراض او مهاجمة هذا التحرك , لقد تحرك قطار التغيير ومن لا يريد الركوب فليبقى على قارعة الطريق .