لو قُدِّر لهذه الصخرة أن تنطق ..لكانت حكت الحكاية.. وباحت بأحزانها وألامها .. ولكنها صخرة بكماء..خرساء .. صامتة.. عاجزة عن التعبير ، وعن رفع صوتها الغاضب ، وإعلان تمرٌدها على ما يُلحِقهُ بها حكّام لبنان من إهانات، برفعهم لِصَُور الغرباء، واللصوص والخوَنة العرب على قِمَّتها .. لم يبق َ تافه من العالم العربي إلّا وأضاءوا بصورته هذه الصخرة ، ولم تبق َ قضية مستوردة لا تعنينا إلا وأناروا هذه الصخرة الصابرة بشعارات مؤيدة لها .. صخرة الروشة .. رمز بيروتنا ، بيروت النضال والثقافة والعروبة، الرافضة للتطبيع..
وعندما قررت المقاومة رفع صورة شهيدنا الأسمى نصرالله على هذه الصخرة،
جاء فرمان (ريّس) الحكومة المشبوهة بالمنع !!
وأصدرت حكومة توم براك قرارها الخبيث، المنافي لكل معاني الوطنية والتقدير لتضحيات الشهداء .. تمنّعت فيه عن إضاءة صخرة الروشة بصورة سيد الشهداء الأقدس .. !!
هل هناك وقاحة تفوق وقاحة هذه الحكومة ..!!محاولة فاشلة لفرض الهيمنة على جمهور المقاومة وهز صورتها..وإطلاق شرارة الفتنة في البلد..كعربون وفاء وأخلاص من نواف سلام للأمريكي وزملائه..وليؤكد لهم أنه يقوم بالمطلوب منه لتغيير تاريخ المدينة ..هذه المدينة التي يريدون إذلالها وإخضاعها، وتغيير تاريخها المقاوم ..!! بيروت هذه التي تحمل شوارعها أسماء كل قادة الإحتلال ورموز الإستعمار!! يُمنع فيها وضع إسم شهيدها الكبير وحاميها ومن ضحى بروحه من أجلها، على صخرتها ..!!
فأي حكومة تحكمنا.. وما هذا الوطن المزدوج الشخصية ..من أرضه نبت اشرف الرجال ومن نفس هذه الأرض الطاهرة نبت( وليته لم يُزرع أصلاّ ) أحقر الرجال..!!
ولو أستطاعت هذه الصخرةالبكاء والبوح ، لعبّرت عن إستيائها من الإستهتار بكرامتها .. والمسّ بعزّتها .. واشمئزازها من حكومة تحكّمت بقدرها ..!!
هذه الروشة..
صخرة بيروت..ست الدنيا..الصخرة الشاهدة على تاريخ المدينة العريقة ، المتجذِّرة بالنضال ومقاومة المحتل .. الصخرة التي تختزن في أعماقها..ذاكرتنا الجمعية .. أحزان هذا الشعب وأفراحه.. إنكساراته وانتصاراته .. مجده وكبريائه ..
صخرة الروشة لو أستطاعت الكلام ،لرفضت حتى إسمها المستمد من لغة المستعمر ..ولطالبت بإسم عربي تفتخر به ..فلما تسمّى بإسم ٍ منبثق من لغة المستعمر ..؟؟
ولما لا تحمل إسم بطل من أبطالنا .. ..؟؟ لما لا نسميها صخرة خالد علوان الذي تحدّى الصهاينة وأجبرهم على الفرار من بيروت ..!!
صخرة الروشة ومنذ هذا اليوم .. ستنقلب وتثور حتى على إسمها وستسمِّي نفسها صخرة سيد الشهداء ..صخرة نصرالله .. صخرة عزيز الروح الذي أعزّها ، ولولاه لما بقيت بيروتها ست الدنيا .. ولأصبحت جارية يهوه ..!! ولكان الصهاينة يتربعون على قمة هذه الصخرة.. لولا تضحيات المقاومة وسيدها لأصبحت الروشة صخرة مردخاي أو قلعة داوود..!!
صخرة الروشة ومنذ هذا اليوم التاريخي،
ستغمرها مياه البحر لتُطهِّر ها من كل رجس لحق بها ..وستصبح رمزاً وطنياً حقيقياً للبنان الذي نصبو إليه ، لبنان الذي توحّد شعبه على الوفاء لمن حماه بدمه الطاهر.. وستتبارك بصورة عزيز الروح نصرالله .. تاج هذه الأُمّة وأيقونة زمننا والأزمان القادمة..
صخرة الموت التي شهدت على مئات اليائسين والمحبطين ، وانتحارهم في بحرها .. ستصبح صخرة الحياة.. الصخرة التي ستبعث الأمل في القلوب، وسيستمد منها الشعب اللبناني القوة والقدرة على الصمود أمام رياح التطبيع .. وكما تتكسّر الأمواج العاتية على أعتابها ..تكسّر فرمان الخيانة والذل والمهانة الذي أصدرته الحكومة المنصاعة لبيت الطاعة الأمريكي ..
وبيروت قالت كلمتها يا مستر نواف .. وعبّرت عن عشقها لقائدها الشهيد .. الذي أحبّها حتى الموت .. فهل جزاء الحب إلّا الحب..
صخرة لبنان اليوم ستقف بشموخ ، وكبرياء ،فخورة بإحتضانها صورة السيد التي أضاءت سماء عاصمتنا المقاوِمة بيروت ..وستُسمّى بالإسم الذي يليق بها ..
صخرة الشهيد الأسمى نصرالله ..عليه السلام ..
الذي له وحده أُعطي
مجد لبنان ..
هيام وهبي