دراسة علمية دولية واسعة النطاق أن الكوابيس والحركات العنيفة أثناء النوم قد لا تكون مجرد سلوكيات عابرة، بل مؤشرات مبكرة على تطور أمراض عصبية تنكسية خطيرة مثل مرض باركنسون.

قاد الأبحاث فريق من جامعة مونتريال تحت إشراف البروفيسور شيدي رحايل، وأظهرت النتائج أن اضطراب سلوك النوم في مرحلة حركة العين السريعة (iRBD) قد يكون بمثابة "إنذار مبكر" قبل ظهور الأعراض الحركية الكلاسيكية للمرض.

تقنية MRI متطورة للتشخيص المبكر

اعتمد الباحثون على تقنية تصوير بالرنين المغناطيسي متقدمة، سمحت لهم برصد مؤشرات حيوية جديدة في الدماغ تساعد الأطباء على التنبؤ بمسار المرض بدقة.

وأظهرت دراسة منشورة في مجلة Neurology أن الأشخاص المصابين باضطراب النوم iRBD والذين يعانون من انخفاض مؤشر DTI-ALPS في النصف الأيسر من الدماغ، لديهم احتمال أكبر بـ 2.4 مرة للإصابة بمرض باركنسون.

هذا المؤشر يعكس كفاءة عمل النظام الغليمفاتي، المسؤول عن تنظيف الدماغ من الفضلات أثناء النوم، وعندما يتعطل هذا النظام، تتراكم السموم وتبدأ سلسلة من الأضرار التي تفضي إلى التنكس العصبي.

اضطرابات النوم تكشف عن أمراض أخرى

لم يقتصر الأمر على باركنسون فحسب، فقد بينت دراسة أخرى منشورة في مجلة Alzheimer’s & Dementia أن نفس الاضطراب قد يشير أيضاً إلى خطر تطور الخرف بأجسام ليوي (DLB)، ثاني أكثر أنواع الخرف شيوعاً بعد مرض ألزهايمر.

العامل الحاسم في هذا السياق كان مستوى "الماء الحر" في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتفكير. ارتفاع هذا المستوى ضاعف احتمال الإصابة بالخرف بأجسام ليوي بمقدار 8 مرات.

نحو فحوصات شخصية للتنبؤ المبكر

تشكل هذه النتائج أهم ما توصلت إليه الأبحاث في مجال تصوير الدماغ لمرضى اضطرابات النوم. فهي تفتح الباب أمام تطوير اختبارات تشخيصية شخصية، تساعد الأطباء على التدخل الوقائي قبل أن تبدأ الخلايا العصبية بالموت الجماعي، ما يمنح المرضى فرصة أفضل في مواجهة هذه الأمراض العصبية التنكسية.