التوتر النفسي في سن الطفولة يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في المستقبل
منوعات
التوتر النفسي في سن الطفولة يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في المستقبل
27 أيلول 2025 , 14:49 م

أظهرت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة ديوك الأمريكية وجود علاقة مباشرة بين التوتر النفسي في مرحلة الطفولة وصحة القلب والتمثيل الغذائي في سن الرشد.

وقد ركزت الدراسة على أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عاماً، لتبين أن التعرض المفرط للضغوط في هذه المرحلة العمرية الحساسة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.

كيف يؤثر التوتر على الجسم؟

اعتمد الباحثون على مفهوم العبء الألوساتي، وهو مصطلح يعكس "اهتراء" الجسم بسبب التعرض المزمن للتوتر. ولتحديد هذا العبء استخدموا مؤشرات حيوية مثل:

مستوى الالتهاب في الجسم

ضغط الدم

مؤشر كتلة الجسم

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر معرضون بشكل أكبر للإصابة بأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي في المستقبل

خصوصية هذه الدراسة

أكدت الباحثة الرئيسية إيلينا هينز أن تميز هذا البحث يكمن في كونه اعتمد على بيانات كمية طويلة الأمد، وليس على ذكريات البالغين حول طفولتهم كما في الدراسات السابقة.

فقد استند العلماء إلى بيانات مشروع GSMS الذي بدأ عام 1992 ولا يزال مستمراً حتى اليوم، مما أتاح لهم تتبع الأثر البيولوجي للتوتر عبر سنوات طويلة.

وأوضحت هينز أن التوتر المزمن يبقي الجسم في حالة "القتال أو الهروب"، ما يمنع عودة وظائفه الحيوية إلى الوضع الطبيعي ويؤدي بمرور الوقت إلى أضرار صحية عميقة.

الفقر كمصدر رئيسي للتوتر

من جانبه، أوضح البروفيسور هيرمان بونتزر، أحد المشاركين في الدراسة، أن ما يعيشه الطفل في عمر 8 إلى 10 سنوات يمكن أن يتنبأ بمستويات ضغط دمه بعد سنوات.

وأشار إلى أن الفقر يُعد عاملاً أساسياً للتوتر، مؤكداً أن الاستقرار الأسري والدعم المالي عنصران حاسمان لنمو صحي للأطفال.

كما شدد على أن الاستثمار في التعليم والتدريب المهني يساعد في تقليل الضغوط على العائلات، ويمنح الأطفال بيئة أكثر أماناً واستقراراً.

وأضاف أن التوتر النفسي لدى الأطفال لا يقتصر على الجانب العاطفي، بل يترك أيضاً تأثيرات فسيولوجية مباشرة قد ترافقهم مدى الحياة.