تأثير تدخين السجائر الإلكترونية على نسبة السكر في الدم
دراسات و أبحاث
تأثير تدخين السجائر الإلكترونية على نسبة السكر في الدم
29 أيلول 2025 , 13:06 م

أظهرت دراسة حديثة أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري، وهي الحالة التي تسبق الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يجمعون بين تدخين السجائر التقليدية والإلكترونية (التدخين المزدوج) معرضون لخطر أكبر مقارنة بغير المدخنين.

ما هي مقدمات السكري؟

مقدمات السكري هي حالة ترتفع فيها مستويات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة السكري من النوع الثاني، ورغم أن هذه الحالة قابلة للعلاج والانعكاس، إلا أنها قد تتسبب بالفعل في أضرار للقلب والكلى والأعصاب.

التدخين الإلكتروني ومرض السكري

قاد فريق من الباحثين بقيادة سولاكشان نيوباني، الخبير الاقتصادي الصحي بجامعة جورجيا في الولايات المتحدة، تحليلًا لأكثر من 1.2 مليون نقطة بيانات تم جمعها عبر مسح هاتفي أجراه مركز السيطرة على الأمراض CDC.

وقد بحث الفريق العلاقة بين التدخين الإلكتروني ومقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني، سواء عند استخدام السجائر الإلكترونية فقط أو مع السجائر التقليدية.

الأشخاص الذين يعتمدون على السجائر الإلكترونية فقط كانوا أكثر عرضة بنسبة 7% للإصابة بمقدمات السكري مقارنة بغير المدخنين.

المدخنون الحصريّون للسجائر التقليدية كانوا أكثر عرضة بنسبة 15%.

المدخنون المزدوجون (إلكترونية وتقليدية) سجلوا أعلى نسبة خطورة، إذ ارتفع الخطر إلى 28%.

التدخين المزدوج زاد من خطر الإصابة بمرض السكري نفسه بنسبة 9%، مقارنة بزيادة 7% عند المدخنين التقليديين فقط.

وقال الباحث نيوباني:"استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من احتمالية الإصابة بمقدمات السكري، والتدخين المزدوج يضاعف الخطر بشكل ملحوظ. هذه النتائج تكشف عن أضرار مركبة للتدخين بنوعيه."

عوامل مؤثرة إضافية

الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمقدمات السكري عند استخدام السجائر الإلكترونية.

الأشخاص من أصول لاتينية أو إفريقية أو آسيوية واجهوا خطورة أعلى مقارنة بالأشخاص من ذوي البشرة البيضاء.

العوامل الاجتماعية مثل الضغوط النفسية وقلة الدخل لعبت دورًا في زيادة نسب التدخين وبالتالي خطر الإصابة بمقدمات السكري.

أوضح الباحثون أن هذه الدراسة رصدية، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن التدخين الإلكتروني هو السبب المباشر لمقدمات السكري، فقد تكون هناك عوامل أخرى تؤدي إلى زيادة الخطر. كما أن الاعتماد على بيانات صحية يقدّمها الأفراد بأنفسهم قد يفتقر إلى الدقة، إضافة إلى أن فترة جمع البيانات كانت قصيرة نسبيا.

مع الارتفاع الكبير في معدلات استخدام السجائر الإلكترونية عالميا، تؤكد هذه الدراسة أن مخاطرها قد تمتد إلى ما هو أبعد من أمراض الرئة، لتشمل الصحة الأيضية والجسم ككل، ويبدو أن الادعاء بأنها "بديل آمن" للتدخين التقليدي يحتاج إلى إعادة تقييم علمي شامل.