لطالما كان الحب لغزاً عاطفياً يصعب تفسيره، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدخل حتى إلى أكثر مناطق الحياة خصوصية، فقد طور علماء من جامعة بن غوريون في إسرائيل نموذجاً قائماً على خوارزميات التعلم الآلي قادر على التنبؤ بمشاعر الانجذاب والرفض بين الأشخاص بدقة لافتة. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Computers in Biology and Medicine (CBM).
الحب تحت المراقبة العصبية
شارك في التجربة 61 طالباً تتراوح أعمارهم بين 23 و32 عاماً.
عرضت عليهم صور لأشخاص محتملين كشركاء.
أثناء المشاهدة، تم تسجيل نشاط أدمغتهم باستخدام تقنية تخطيط كهربائية الدماغ (EEG).
طُلب من المشاركين تحديد الأشخاص الذين جذبوا انتباههم.
بعد ذلك تلقوا تغذية راجعة وهمية تُشبه آلية تطبيقات المواعدة، إذ أُخبروا إن كان الطرف الآخر "أعجب بهم" أم لا.
بهذه الطريقة، أعاد الباحثون خلق الجو النفسي الذي يعيشه المستخدمون في منصات التعارف الرقمية، حيث يتداخل الانجذاب والرفض في قرارات سريعة.
دقة الذكاء الاصطناعي في قراءة المشاعر
حللت الخوارزميات ما يُعرف بـ الجهود الدماغية المحفزة (Evoked Potentials)، وهي الاستجابات الكهربائية للدماغ عند التعرض للمؤثرات.
بلغت دقة التنبؤ بمشاعر الانجذاب: 71.3%.
أما التنبؤ بمشاعر الرفض: فوصلت الدقة إلى 81.3%.
ومن المثير أن الأشخاص "الانتقائيين" الذين وجدوا عدداً أقل من الشركاء جذابين، كانت الإشارات العصبية لديهم أوضح، مما جعل الخوارزميات أكثر نجاحاً في توقع مشاعرهم.
كيف يقرأ الذكاء الاصطناعي إشارات الحب؟
يقول الباحثون:
"من خلال تحليل إشارات الدماغ (EEG)، يمكننا التنبؤ بتصرفات المستخدم داخل تطبيقات المواعدة — هل سيقوم بالتمرير يميناً أم يساراً؟ وبذلك نتمكن من فهم ما إذا كان يشعر بالانجذاب أو الإحباط الناتج عن الرفض".
هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على تحسين خوارزميات التطبيقات، بل قد يصبح أداة لفهم أعمق للعواطف الإنسانية في المستقبل.
الدراسة تكشف أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالحب بدقة لافتة من خلال قراءة نشاط الدماغ. ومع أن الطريق ما زال طويلاً قبل استخدام هذه التقنية على نطاق واسع، إلا أنها قد تغيّر شكل تطبيقات المواعدة وتفتح الباب أمام فهم جديد لطبيعة المشاعر الإنسانية.