اكتشف فريق من الباحثين في جامعة بن غوريون في إسرائيل نوعا جديدا من خلايا المناعة — يُعرف باسم الخلايا التائية المساعدة (T-Helper) — يلعب دورا رئيسيا في تحديد العمر البيولوجي للإنسان ، أي «عمر الجسد الحقيقي» الذي لا يتطابق دائما مع عمره الزمني.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Aging العلمية. كيف يشيخ جهاز المناعة؟
مع التقدم في العمر، تقل قدرة الخلايا على الانقسام والتجدد، وتبدأ الخلايا الهرمة بالتراكم داخل الجسم، مسببة التهابات مزمنة وإضعافا لوظائف الأنسجة.
لكن العلماء وجدوا أن مجموعة معينة من خلايا T-Helper تعمل على تنظيف الجسم من هذه الخلايا الهرمة، مما يساعد على إبطاء عملية الشيخوخة.
ما الذي اكتشفه الباحثون؟
كمية هذه الخلايا تزداد مع العمر لدى الأشخاص الأصحاء.
لدى المعمرين (من تجاوزوا 100 عام)، كانت نسبتها مرتفعة بشكل ملحوظ مقارنةً بغيرهم.
عندما خفّض العلماء هذه الخلايا في تجارب على الفئران، لاحظوا أن الحيوانات شيخت أسرع وعاشت فترة أقصر.
العمر الحقيقي ليس ما تقوله شهادة الميلاد
يقول البروفيسور ألون مونسونغو من جامعة بن غوريون:
"الناس يعتقدون أن عليهم إعادة ضبط جهاز المناعة ليصبح كجهاز شاب في العشرين، لكن دراستنا تُظهر أن هذا غير ضروري. ما يحتاجه الجسم هو جهاز مناعة يعمل بشكل متوازن ومتناسب مع العمر، لا جهازًا فائق النشاط."
النتائج المستقبلية
يرى الباحثون أن متابعة مستويات هذه الخلايا بدءا من سن الثلاثين قد تساعد على تحديد وتيرة الشيخوخة البيولوجية مبكرا.
وإذا لوحظ فرق بين العمر الزمني والعمر البيولوجي، يمكن التدخل لتصحيح المسار عبر العلاج المناعي أو نمط الحياة.
كما يأمل الفريق أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير أدوية جديدة لمكافحة أمراض الشيخوخة والحفاظ على توازن الجهاز المناعي دون الحاجة إلى «إعادة شبابه» بالكامل.