يُعدّ شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي، وهو مناسبة عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على مرضٍ يصيب مئات الآلاف سنويا، ووفقا لمؤسسة Susan G. Komen، يتم تشخيص حالة جديدة من سرطان الثدي في الولايات المتحدة كل دقيقتين تقريبا، مع توقع إصابة أكثر من 317 ألف امرأة و2,800 رجل بهذا المرض في عام 2025.
الكشف المبكر ينقذ الأرواح
في جامعة تكساس بمدينة أرلينغتون، نشرت البروفيسورة تشاولِي ليو، أستاذة التمريض، العديد من الأبحاث حول سرطان الثدي، بما في ذلك دراسة حديثة في مجلة Geriatric Nursing تركز على الكشف لدى النساء المتقدمات في السن.
وقد شاركت الدكتورة ليو أحدث رؤاها العلمية حول المرض وطرق الوقاية والعلاج.
أبرز الخرافات حول سرطان الثدي
يعتقد الكثيرون أن سرطان الثدي يصيب النساء فقط أو يظهر على شكل كتلة في الثدي، إلا أن الحقيقة مختلفة:
الرجال أيضا يمكن أن يُصابوا بسرطان الثدي.
العلامات التحذيرية قد تشمل تغيرات في شكل الثدي أو الجلد أو الحلمة.
معظم الحالات لا ترتبط بتاريخ عائلي للمرض.
الشابات أيضا معرضات للإصابة.
تختلف طرق العلاج، وليس كل الحالات تتطلب استئصال الثدي.
تطور الوعي والكشف المبكر خلال السنوات الأخيرة
شهد العقد الأخير تقدما كبيرا في الوعي والكشف عن سرطان الثدي بفضل التثقيف العام والفحوصات المحسّنة مثل التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد (3D Mammography).
كما ساهم الاختبار الجيني وتقييم المخاطر الشخصية في تشخيص الحالات في مراحل مبكرة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الشفاء وتحسن فرص النجاة.
هل يمكن أن يقلل النظام الغذائي والرياضة من خطر الإصابة؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي الصحي لهما دور فعّال في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تتراوح بين 10% و20%.
دراسة بريطانية كشفت أن حتى خمس دقائق يوميا من النشاط المكثف المتقطع قد تقلل خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 32%.
أما بالنسبة للتغذية، فقد أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والألياف، مع تقليل الأطعمة المعالجة، يعزز استجابة الجسم للعلاج ويقلل خطر عودة المرض.
كما أثبت النظام المتوسطي فاعليته خصوصا بين النساء بعد سن اليأس.
حتى الآن، لا توجد أدلة كافية تثبت فعالية أنظمة مثل الكيتو أو الأنظمة منخفضة الدهون والكربوهيدرات أو الصيام المتقطع في تحسين نتائج العلاج.
العلامات التحذيرية التي تستوجب الفحص الفوري
من المهم الانتباه لأي من العلامات التالية:
وجود كتلة أو منطقة متصلبة في الثدي.
تغير في شكل الثدي أو لون الجلد (مثل الاحمرار أو التجعد).
تغيرات في الحلمة مثل الانكماش أو الإفرازات غير الطبيعية.
ألم مستمر في الثدي أو الحلمة.
رصد هذه الأعراض مبكرا والتوجه للفحص الطبي يمكن أن يحسن فرص العلاج والشفاء بشكل كبير.
العلاجات الحديثة: أمل جديد للمريضات
تتجه الأبحاث اليوم نحو العلاجات الموجهة والشخصية التي تهاجم الطفرات السرطانية بدقة، مثل Inluriyo وInavolisib.
كما ظهرت الأدوية الموجهة بالأجسام المضادة مثل Enhertu وdatopotamab deruxtecan، والتي تعمل كـ"علاج كيميائي ذكي" يستهدف الخلايا السرطانية مباشرةً مع آثار جانبية أقل.
إلى جانب ذلك، ساهمت تقنيات التصوير الجراحي الحديثة في تحسين دقة استئصال الأورام وتقليل المضاعفات.
نصيحة الخبراء: الوقاية تبدأ بالوعي
تؤكد الدكتورة ليو أن الوقاية تبدأ من الوعي ونمط الحياة الصحي:
اتباع نظام غذائي متوازن.
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
تقليل استهلاك الكحول.
تجنب التدخين.
والأهم من ذلك، الالتزام بالفحوصات الدورية ابتداءً من سن الأربعين، أو قبل ذلك لمن لديهن عوامل خطر أعلى، وفقا لتوصيات فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية (U.S. Preventive Services Task Force).