أكد العلماء أن الإنسان يفقد من طوله مع التقدم في السن بمعدل يقارب سنتيمترا واحدا كل عشر سنوات، وتحدث هذه الظاهرة نتيجة لتغيرات بيولوجية طبيعية في العمود الفقري والعظام والعضلات.
تشير البيانات إلى أن هذه التغيرات تبدأ عادة بعد سن الأربعين، حيث يفقد الرجال نحو 0.1% من طولهم سنويا، بينما تفقد النساء حتى 0.14%، وفقا لتقرير نشرته صحيفة The Guardian.
التغيرات في العمود الفقري والعظام
يشرح الأطباء أن السبب الرئيسي في فقدان الطول هو تدهور الأقراص الفقرية، وهي الوسائد الغضروفية التي تعمل كممتصات للصدمات بين الفقرات.
مع مرور الوقت، تفقد هذه الأقراص محتواها المائي وتصبح أرق، مما يؤدي إلى تقلص المسافات بين الفقرات، وبالتالي انخفاض الطول تدريجيًا.
كما تتأثر العظام نفسها، إذ تصبح أقل كثافة من الداخل، فيما تنخفض الكتلة العضلية التي تساعد على دعم الهيكل العظمي. كل هذه العوامل مجتمعة تسهم في تقلص القامة مع التقدم في العمر.
نمط الحياة الحديث وتأثيره على القامة
الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو في السيارة يؤثر سلبا على وضعية الجسم، مع مرور الوقت يعتاد العمود الفقري على الوضعية المنحنية، مما يجعل الشخص يبدو أقصر.
وفي مرحلة الشيخوخة، يظهر أيضا ميل طبيعي إلى الانحناء للأمام للمساعدة في الحفاظ على التوازن، وهو ما يزيد من قصر القامة بصريا.
هل يمكن منع فقدان الطول مع العمر؟
يؤكد العلماء أنه لا يمكن منع هذه العملية بالكامل، لكنها قابلة للتباطؤ.
ومن أبرز الوسائل التي تساعد في الحفاظ على الطول الطبيعي:
تناول فيتامين D والكالسيوم بانتظام لدعم صحة العظام.
ممارسة النشاط البدني المنتظم، خاصة تمارين القوة والمشي.
تجنب التدخين واستهلاك الكحول، إذ يؤثران سلبا في كثافة العظام.
الحفاظ على وضعية جسم صحيحة أثناء الجلوس والوقوف.
أداء تمارين التمدد والمرونة يوميا لدعم صحة العمود الفقري.
هل من الطبيعي أن نقصر خلال اليوم؟
يذكر الخبراء أن فقدان الطول البسيط خلال اليوم أمر طبيعي تماما، فالأقراص الفقرية تضغط قليلا تحت وزن الجسم أثناء النهار، ثم تستعيد شكلها الطبيعي عند النوم ليلا.
لكن إذا أصبح فقدان الطول ملحوظا أو مستمرا، فقد يكون ذلك علامة على هشاشة العظام أو أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل، ما يجعل الكشف المبكر والعناية بالصحة العظمية أمرا ضروريا.
إن فقدان الطول مع التقدم في العمر ظاهرة طبيعية ناتجة عن تغيرات في العظام والعضلات والعمود الفقري، لكن اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يبطئ هذه العملية ويُحافظ على قوام متوازن وصحة أفضل في الكِبر.