تعليقاً على قول الشاعر محمود درويش:
سَتَنْتَهِي الحَـ.ـرْبُ…
ويتصافحُ القادَةُ،
وتبقى تلكَ العجوزُ تنتظرُ ولدَها الشهيد،
وتلكَ الفتاةُ تنتظرُ زوجَها الحبيب،
وأولئك الأطفالُ ينتظرونَ والدَهمُ البطل…
لا أعلمُ مَن باعَ الوطن،
ولكنّني رأيتُ مَن دفعَ الثمن.
محمود درويش
ذاك زمن باع فيه الأعراب المتصهينين ليس فلسطين وحدها وإنّما بلاد العرب بأجمعها للمستعمر ،وهذا لاينطبق اليوم على غزّة بل على الحثالات من الذين تولّوا عن سابق تخطيط في غرف سوداء يديرها موساديّون في الدول الكبرى ولّوهم ليحكموا ويتحكّموا بمقدرات الشعوب بمقابل تثبيت كراسي العروش المهترئة رغم تجديدها وتنجيدها بين حينٍ وآخر بحكّم جُدُدْ، أمّا فلسطين الضفّة الغربية فالذي لا يحكم حتى مقرّ السلطة في رام الله فهو مُجرّد أداة طيّعة في يَدْ "حسين الشيخ" الخادم الأمين عند أحقر ضبّاط الموساد يُلقِنه الأوامر عبر الهاتف ويُعدًونه ليُصبح على رأس السلطة.
أمّا غزّة التي خرج منها الصهاينة وحاصروها 18 سنة قبل طوفان الأقصى فلن تخضع حتى ولو طُبّقت شروط المجرم "ترامب"بحذافيرها ، وحرب الإبادة لما يزيد على سنتين دليل رفض الغزّاويين الإستسلام رغم خروج بعض الأصوات المنبطحة "اللحدِية والجعجعية الفلسطينية والأعرابية "، ولم ينتصر الصهاينة فعلى على الأقل لم يُهجّر سكّانها خارجها، ولن يُقضى على المقاومة لأنّ المقاومة فكرة وعقيدة قبل أن تمتشق السلاح وتقاتل.
كذلك في لبنان وفي جنوبه بالتحديد فضلاً عن معظم مناطقه، لم ولن تُهزم المقاومة بالرغم من آلاف الشهداء وآلاف البيوت المُدمّرة ، والإستسلام ليس في مُعجَم أهل المقاومة مهما غلَت التضحيات ، وأصوات المتصهينين من البيئة الشيعية قبل غيرها فلتذهب وتطلُب من الصهيوني"إدرِعي" أن يسمح لهم ب "لَحْسِ حذائه" ولا أظنّه يقبل لأن العدو لا يحترم بل يحتقر المنبطحين فضلاً عن العملاء والأمثلة عديدة في التاريخ.
وما قام به البطل المجاهد "يحيَ السِنوار ورفاقه وإخوته هو عين العقل وكان لا بدّ منه في يومٍ من الأيّام، كما الذي قام به سماحة السيّد حسن نصرالله رضوان الله عليه وإخوتِه المجاهدين الأشاوس هو الواجب الأخلاقي والإنساني فضلاً عن الواجب الديني الذي يوجب الدّفاع عن المظلومين ، نعم التكلفة باهظة وجليلة ولكن :
هل هناك في التاريخ أعظم من تضحية الإمام الحسين عليه السلام ولم يكن معه سوى بضعة عشرات من الأنصار ، استشهدوا جميعاً وشعارهم كان:
"والله لن أعطيَكم إعطاء الذليل ولن أُقِرَ لكم إقرار العبيد" و:"هيهات منّا الذِّلَة".
هؤلاء القادة العظام ليسوا أقلّ شأناً من الأبطال المقاومين عبر التاريخ للمستعمرين وللظالمين:
هل مات :
"عُمَر المختار وهل مات تشي غيڤارا وهل مات جمال عبد الناصر وهل مات السيّد موسى الصدر وغيرهم منَِ الذين قادوا الثورات عبر التاريخ ضد الطغيان ؟!
أين هم ؟ خلّدهُم التاريخ بينما من قاد الإستعمار والإستبداد في مزبلة التاريخ.
ما اندثَر حقٌ وراءه مطالب ولا بُدّ من التضحية حتى الشهادة.