عبد الحميد كناكري خوجة: شهيد أبا شهيد.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: شهيد أبا شهيد.


(ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

نستذكر اليوم قلم البطولة ونيزك الكرامة، السيد حسن نصر الله أبا الشهيد هادي نصر الله، اللذان صعدا في سلم الخلود دفاعا عن ضمير الأمة و ميتافيزيقيا العروبة، وعن جميع أبناء لبنان الشقيق وعن ترابه الغالي. وعن ربوع فلسطين الطاهرة. سطرا بدمائهما بيانا راديكاليا في الوعي المقاوم، و جينالوجيا الشرف في التاريخ العربي والإسلامي المعتدل. في زمن استبدلت فيه بعض ” الظواهر الصوتية " المبادئ بالذهب، وتواطأت رموز الليبرالية العبرية مع قوى الإنحدار الميتافيزيقي، بقى نصر الله أسد الله فوق أرضه وأبا الشهيد القائد هادي عنوانين للسمو والعنفوان هما الشاهد والشهيد. الأب والإبن، المبدأ والمآل؛ عبرا الدنيا كزوبعة نور في دجى ليل الذل وأثبتا أن مناصرة المستضعفين ليست شعارا بل عقيدة جهادية_ أنطولوجية نستخدم معناها من قوله تعالى: ( ومالكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين) وهاهو الزمن وبكل تشظياته السايكلوجية والسياسية_ يشهد أن نصر الله لم يكن فردا، بل فكرة متجسدة، وأن دم الشهيد ودم أبا الشهيد قد إمتزجا بحبر التاريخ ليكتبا أن الحق لايهزم وأن الكرامة مهما تواطأت ”الرعاع الرمزية" تبقى أسمى من الخنوع وأخلد من الزوال...

مفكر وكاتب حر محلل سياسي وإعلامي سوري في الغربة.