جينات الأب والأم تحدد مدى بطء أو سرعة شيخوخة الإنسان
دراسات و أبحاث
جينات الأب والأم تحدد مدى بطء أو سرعة شيخوخة الإنسان
12 تشرين الأول 2025 , 13:14 م

كشف علماء من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن اكتشاف علمي مذهل يؤكد أن الحمض النووي للوالدين (DNA) يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على طول التيلوميرات — وهي الأجزاء النهائية من الكروموسومات المسؤولة عن حماية المادة الوراثية — لدى الجنين في الأيام الأولى من تطوره.

نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية Current Biology، لتسلط الضوء على مرحلة مبكرة جدا من تكوين الحياة، قد تحدد فيها الجينات الوالدية مستقبل الصحة وطول العمر.

تجارب على الفئران تكشف المفاجأة

أجرى الباحثون تجارب على الفئران، حيث قاموا بالتزاوج بين فئران ذات تيلوميرات طويلة وأخرى قصيرة، كانت النتائج غير متوقعة:

عندما كان الأب يملك تيلوميرات طويلة والأم قصيرة، ظهرت لدى الأجنة تيلوميرات أطول من المتوقع.

أما عندما كانت الأم ذات تيلوميرات طويلة والأب قصيرة، فقد كانت تيلوميرات الأجنة أقصر.

هذا يعني أن الجينات الأبوية قد تمتلك تأثيرا أكبر في بعض الحالات على الصفات الوراثية التي تحدد سرعة الشيخوخة.

آلية بيولوجية نادرة: تفعيل نظام ALT

لاحظ العلماء أن هذا التفاوت في طول التيلوميرات بين الوالدين يؤدي إلى تفعيل آلية خاصة في خلايا الجنين تُعرف باسم ALT (Alternative Lengthening of Telomeres)، وهي آلية توجد عادة في الخلايا السرطانية، وتُستخدم لإطالة التيلوميرات بطرق غير تقليدية.

تشابه مذهل بين البشر والفئران

تشير البيانات إلى أن الأطفال المولودين لآباء متقدمين في السن غالبًا ما يمتلكون تيلوميرات أطول، وهو ما يتفق مع نتائج الدراسة على الفئران.

ويعمل الباحثون حاليا على تحليل جينات عائلات بشرية باستخدام تقنيات حديثة لفك الشيفرة الوراثية، لمعرفة ما إذا كانت الظاهرة نفسها تحدث لدى الإنسان.

لماذا يهم هذا الاكتشاف؟

هذا الاكتشاف قد يساعد العلماء على فهم آليات الشيخوخة بشكل أعمق، ويُسهم في تطوير طرق جديدة للوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر مثل السرطان وأمراض القلب والخرف.

إذ إن طول التيلوميرات يعتبر مؤشرا مباشرا على صحة الخلايا ومعدل الشيخوخة في الجسم.

المصدر: مجلة Current Biology