أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن تسليم مئات من صواريخ مارلت (Martlet) خفيفة الوزن ومتعددة المهام إلى أوكرانيا، قبل خمسة أشهر من الموعد المقرر، ضمن اتفاقية تعاون دفاعي بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني بين لندن وكييف.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن “المرحلة الجديدة من الاتفاق الموقع في وقت سابق هذا العام ستُتيح دمج هذه الصواريخ الفعالة بشكل أعمق في منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية ، مما يعزز قدراتها السيادية في حماية أجوائها”.
تم تصنيع الصواريخ في منشآت شركة ثاليس (Thales Group) بمدينة بلفاست في أيرلندا الشمالية، وتُعد جزءا من برنامج المساعدات العسكرية البريطانية الذي يزوّد أوكرانيا بالمعدات الدفاعية دون مقابل مباشر، دعما لموقفها في مواجهة الغزو الروسي المستمر.
مواصفات صواريخ مارلت الجديدة
يزن كل صاروخ من طراز مارلت نحو 13 كيلوجراما ويبلغ مداه حوالي 6 كيلومترات، ويمكنه التحليق بسرعة تصل إلى 1.5 ماخ. ويُوجَّه الصاروخ بواسطة ليزر شبه نشط، مما يمنحه دقة عالية وقدرة على تقليل الأضرار الجانبية.
ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من الكتف أو من منصات أرضية وبحرية ومحمولة على المركبات، مما يمنحها مرونة كبيرة في مواجهة الطائرات المسيّرة (الدرون) والطائرات المروحية مثل Ka-52 وMi-24 الروسية.
وتسد منظومة “مارلت” فجوة مهمة بين أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى مثل “ستينغر” ومتوسطة المدى مثل NASAMS وIRIS-T.
دعم صناعي مشترك بين لندن وكييف
تم الإعلان عن التسليم خلال زيارة الوزير البريطاني لوك بولارد إلى كييف ضمن بعثة تجارية، بالتزامن مع مؤتمر صناعة الدفاع الدولي الأوكراني الذي جمع مئات من شركات الدفاع الأعضاء في حلف الناتو والدول الحليفة.
وتهدف الصفقة إلى إنشاء إطار صناعي مشترك يُساعد أوكرانيا على تطوير قدراتها الدفاعية المحلية، وقد وفّرت الاتفاقية نحو 200 وظيفة مباشرة في أيرلندا الشمالية و700 وظيفة إضافية في سلاسل التوريد.
كما تستثمر شركة UKRSpec Systems، أكبر شركة تصنيع للطائرات المسيّرة في أوكرانيا، نحو 200 مليون جنيه إسترليني في مرافق إنتاج داخل المملكة المتحدة لتوفير 500 وظيفة عالية المهارة، في إطار شراكة تمتد لمئة عام بين البلدين في مجالات التطوير المشترك وتصدير الدفاعات الحديثة.
تعزيز الشراكة الدفاعية بين بريطانيا وأوكرانيا
يرى مراقبون أن التسليم المبكر لهذه الصواريخ يمنح أوكرانيا دفعة حاسمة في قدراتها الدفاعية قبل الشتاء، وهو موسم تشهد فيه البلاد عادة تصاعدا في الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وتسعى بريطانيا عبر هذه الخطوة إلى ترسيخ موقعها كشريك دفاعي رئيسي لأوكرانيا، ليس فقط من خلال الدعم العسكري، بل أيضا ببناء قدرات إنتاج وصيانة محلية تُمكّن كييف من تطوير الأنظمة الغربية وتكييفها وفق احتياجاتها الخاصة.
سياسيا، يُعتبر هذا الاتفاق إشارة قوية لموسكو بأن الدعم البريطاني لأوكرانيا راسخ وغير قابل للتراجع.
وقال وزير الجاهزية والصناعة الدفاعية البريطاني لوك بولارد: “تؤكد المملكة المتحدة التزامها الثابت بمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي غير القانوني. إن تعزيز الشراكات الصناعية أمر ضروري لتطوير قاعدة دفاعية مشتركة تدعم أوكرانيا وتردع أعداءنا في الوقت ذاته”.