لله ثم للتاريخ.. لا سلام يُصان بالاستسلام أو التنازل
ثقافة
لله ثم للتاريخ.. لا سلام يُصان بالاستسلام أو التنازل
13 تشرين الأول 2025 , 06:50 ص


في كل مرة سلّم فيها المسلمون سلاحهم تحت وعود بالأمان، كانت النتيجة كارثة إنسانية أو سقوط حضاري.

التاريخ لا يرحم، والخذلان يتكرر حين يُستبدل الحق بالتنازل، والمقاومة بالاستسلام.

خذ مثلا لا حصرًا

*?️ 1258م / 656هـ – سقوط بغداد*

هولاكو وعد أهل بغداد بالأمان، فاستسلموا. لكن الوعد كان خديعة، فاجتاح التتار المدينة، وارتُكبت مجازر مروعة، وسقطت عاصمة الخلافة العباسية في واحدة من أعنف صفحات التاريخ.

*? 1492م / 897هـ – سقوط غرناطة ونهاية الأندلس*

بعد توقيع اتفاقية الاستسلام وتسليم السلاح لملوك الكاثوليك، بدأت المذابح ومحاكم التفتيش، وعمليات التنصير القسري، وانتهى الوجود الإسلامي في الأندلس بعد ثمانية قرون من الحضارة.

*⚔️ 1799م / 1214هـ – مجزرة يافا*

نابليون منح الحامية العثمانية في يافا وعدًا بالأمان، فاستسلمت. لكن ذلك لم يمنع وقوع مجزرة بشعة بحق الجنود والمدنيين، في خيانة صارخة للعهود.

*?? 1830م / 1246هـ – احتلال الجزائر*

بعد مقاومة شرسة، سُلّمت العاصمة الجزائرية وسلاحها للمحتل الفرنسي. وكانت النتيجة بداية استعمار دام 132 عامًا، غيّر وجه البلاد سياسيًا وثقافيًا.

*?? 1948م / 1367هـ – نكبة فلسطين*

بعض القرى الفلسطينية سلّمت سلاحها تحت وعود بالأمان من العصابات الصهيونية. لكن الرد كان مذبحة دير ياسين، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وبداية أطول صراع في المنطقة.

*?️ 1982م / 1402هـ – مجزرة صبرا وشاتيلا*

بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وُقّعت خطة بضمان أمريكي لحماية المدنيين. لكن المخيمات الفلسطينية في صبرا وشاتيلا شهدت مجزرة مروعة، راح ضحيتها الآلاف.

*? 1995م / 1416هـ – مذبحة سربرنيتسا*

في البوسنة والهرسك، وتحت إشراف الأمم المتحدة، سُلّم السلاح للصرب. النتيجة كانت مذبحة سربرنيتسا، حيث قُتل أكثر من 8,000 مسلم بوسني في يوم واحد، في واحدة من أسوأ الجرائم في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

---

*? عبرة لا تُنسى*

كل وعد بالأمان لم يكن سوى مقدمة للخذلان.

وكل استسلام جرّ خلفه مأساة.

السلام الحقيقي لا يُمنح، بل يُنتزع بالكرامة، ويُصان بالعزة، ويُحمى بالإرادة والسلاح.

فمن لا يملك الدفاع عن نفسه، لا يملك حق الحياة الحرة.