حين يشتد لظى العدوان، ويجلد الوجود بسياط النار والبارود، ينبثق من بين الركام سوط الموت، سوط المقاومة التي لقنت آلة الدمار درسا في الفداء والخلود. غزة العزة، قطاع الضوء في عتمة العالم، تحولت إلى مختبر للبطولة وميثاق للإنسانية؛ فيبنما تواطأ الأشد كفرا ونفاقا بالصمت والتطبيع والتأويل، كانت شعوب الأرض من مسلمين وغير مسلمين بعض العرب وأكثرية غير عربية تملأ الميادين صراخا ضد جرائم النازي الفاشي الصهيوني مطالبة بمقاضاة هذا المحتل الغاصب والإعتراف بدولة فلسطين. هنا يتقاطع الميتافيزيقيا بالواقع، وتغدو الراديكالية الثورية أسمى من كل تنظير ليبرالي منافق.

لقد تهاوت أقنعة القوة، واهتزت أركان دولة الشر والغابة، وبات انهيارها مسألة جينالوجيا تاريخية محتومة. سلام على الشهداء الذين أنبتوا من دمائهم قمح الحرية، وعلى الفدائيين الذين جعلوا من الموت سلاح حياة، ومن الحصار منبر نداء إلى السماء.

وفي كفوف الأطفال ودموع الأمهات تكتب غزة نشيدها الأخير: أن لاموت يرهبنا، فالموت عند الأحرار ولادة حياة أخرى.

ف” سوط الموت " لم يكن سوى نبض العدالة في جسد أرهقة الطغيان.

مفكر كاتب حر، محلل سياسي وإعلامي سابق.