كشف الغطاء عن طريق وأساليب تمويل العديد من منصات السلطة الراكعة.
في براديغم إعلامي مقلوب، تتبدل فيه المرايا، وتختزل الحقيقة إلى مشهد مرمز في شاشة، صار الزيف سيميولوجيا منمقة تدار بخيوط ميتافيزيقية خفية. أولئك المهوسون بتسويق الوهم، يعيدون تدوير الأكاذيب وفق جينالوجيا النفوذ ويحولون الوعي الجمعي إلى مسرح تدار فيه العقول بالريموت السياسي. تمويل التهويل عندهم ليس مجرد مال ينفق، بل منظومة راديكالية تتغذى من سايكولوجية الخوف، تشتري الضمير لتخنق الصوت، وتستأجر الأقلام لتغتال الضمير. يجعلون من الحق اشتباها، ومن المقاومة إشاعة ومن الخيانة إنجازا إعلاميا، حتى يصبح الباطل ناصعا بطلاء التحليل، ويغدو الصدق ترفا وجوديا في زمن التمويه.
غير أن الكلمة النقية، وإن طمست، تبقى كالنور في ثقب من ليل كثيف، تعيد للوعي جلاله وللحق ميتافيزيقاه، وللأمة كرامتها حين تنقشع سحب التهويل عن سماء التنوير.
مفكر وكاتب حر وإعلامي سابق في الغربة.