كشف علماء من جامعتي أوكان وإستينيا التركيتين عن تطوير جيل جديد من العدسات اللاصقة الذكية ، التي لا تكتفي بتحسين الرؤية، بل تعمل كـ مختبرات دقيقة توضع على العين.

تتيح هذه العدسات مراقبة صحة العين بشكل مستمر، وقياس ضغط العين ومستويات الجلوكوز وعلامات الالتهاب دون الحاجة إلى أجهزة طبية أو تدخل جراحي، مما يمثل طفرة حقيقية في مجال الطب البصري والذكاء الحيوي.

مواد مبتكرة وشفافة وآمنة

صُممت العدسات الجديدة باستخدام مركبات MXene، وهي طبقات معدنية رقيقة ومرنة وشفافة تتميز بقدرتها على توصيل الكهرباء بأمان دون التأثير على أنسجة العين.

تتميز هذه المادة بقدرتها على نقل البيانات الحيوية بدقة عالية، وفي الوقت نفسه يمكنها تقليل الالتهابات، مكافحة البكتيريا، وتطبيق العلاج بالضوء أو الحرارة بطريقة لطيفة على أنسجة العين.

وفي بعض النماذج، تعمل العدسة أيضا على حماية العين من الأشعة الضارة والإشعاع الخارجي.

مراقبة ذكية ومستمرة لصحة العين

وفقا للدراسة التي أجراها الباحثون الأتراك، يمكن للعدسات اللاصقة الذكية أن تقيس الضغط داخل العين ومستويات السكر والالتهابات على مدار الساعة دون أي شعور بعدم الراحة أو الحاجة إلى أجهزة خارجية.

هذه التقنية تقدم بديلا متطورا عن الطرق التقليدية مثل الحقن أو الأجهزة الضخمة التي كانت تُستخدم سابقا لمراقبة الحالة الصحية للعين.

دمج هندسي متطور بتقنيات استشعار دقيقة

نجح المهندسون في دمج طبقات MXene داخل بنية العدسة اللينة، مما أتاح لها الحفاظ على شفافيتها العالية مع القدرة على استشعار التغيرات الدقيقة في شكل العين وحركتها.

وتتميز بعض النماذج بقدرتها على تحويل الضوء إلى حرارة علاجية تساعد في تخفيف الالتهابات أو تنشيط الدورة الدموية داخل أنسجة العين.

الأكثر إثارة هو أن بعض العدسات لا تحتاج إلى بطاريات، إذ تستمد طاقتها من حركة العين والجفن أثناء الاستخدام اليومي.

دقة عالية وذكاء اصطناعي مدمج

أظهرت التجارب السريرية دقة استثنائية لهذه العدسات، إذ يمكنها رصد تغيرات في ضغط العين بدقة تصل إلى 0.014 ملم زئبق فقط.

كما تتيح العدسات نقل البيانات مباشرة إلى الهاتف الذكي عبر أنظمة اتصال لاسلكي مزودة بخوارزميات ذكاء اصطناعي، مما يمنح الطبيب أو المستخدم تغذية راجعة فورية حول حالة العين.

مستقبل العدسات الطبية الذكية

تُعد العدسات اللاصقة الذكية خطوة ثورية نحو مستقبل الطب الوقائي في أمراض العيون، إذ تتيح الكشف المبكر عن أمراض مثل الجلوكوما (المياه الزرقاء) والالتهابات الشبكية، بل وتمهد الطريق لتقنيات العلاج الذاتي بالضوء والحرارة.

بهذه الابتكارات، يتحول النظر ذاته إلى مصدر بيانات حيوية تُمكّن الأطباء من مراقبة صحة العين بدقة غير مسبوقة.