دراسة أمريكية تكشف ما يحدث أثناء التجربة القريبة من الموت
دراسات و أبحاث
دراسة أمريكية تكشف ما يحدث أثناء التجربة القريبة من الموت
20 تشرين الأول 2025 , 15:20 م

كشفت دراسة علمية مثيرة أُجريت في جامعة فيرجينيا (University of Virginia) في الولايات المتحدة عن تفاصيل جديدة حول ما يواجهه الإنسان بعد توقف القلب لبضع دقائق ، وما يختبره خلال ما يُعرف بـ«تجربة ما بعد الموت».

وبحسب تقرير نشرته صحيفة New York Post ونقلته صحيفة Аргументы и факты الروسية، فقد أجرى الباحثون مقابلات مع 167 شخصاً عادوا إلى الحياة بعد توقف مؤقت لقلوبهم.

70٪ من الناجين من الموت شاهدوا نوراً أبيض وشعروا بالطمأنينة

أظهرت نتائج الدراسة أن 70٪ من المشاركين أفادوا بأنهم شاهدوا ضوءاً أبيض ساطعاً وشعروا بسكينة وطمأنينة عميقة في لحظات الموت السريري.

كما ذكر معظمهم أنهم بعد العودة إلى الحياة أصبحوا أكثر روحانية وغيّروا معتقداتهم الدينية أو نظرتهم إلى الحياة جذرياً.

قال أحد المشاركين في الدراسة: «تجربتي القريبة من الموت كانت نقطة تحول في حياتي. أدركت أنني لن أكون الشخص نفسه مجدداً، وأصبحت التأملات اليومية والعمل الداخلي ضرورة مستمرة.»

لقاءات مع الأقارب المتوفين وخروج من الجسد

قرابة 15٪ من المشاركين وصفوا تجاربهم بأنها لقاءات مع أقارب متوفين أو إحساس بمغادرة الجسد، حيث شعروا وكأنهم يشاهدون أجسادهم من الأعلى.

هذه الظواهر، التي لطالما أُحيطت بالجدل، اعتبرها الباحثون مؤشراً على وجود نشاط عقلي خاص أثناء توقف القلب أو ضعف الدورة الدموية في الدماغ.

تأثير نفسي عميق بعد العودة للحياة

أشار الباحثون إلى أن 78٪ من الذين خاضوا التجربة واجهوا مشكلات نفسية بعد عودتهم إلى الحياة، منها القلق، الارتباك، والشعور بالعزلة.

ومع ذلك، أوضح معظمهم أنهم لم يجدوا دعماً كافياً، إذ إن المرشدين الدينيين والمعالجين النفسيين غالباً ما قالوا: «نحن لا نتعامل مع مثل هذه الحالات».

تحولات كبيرة في الحياة المادية والعاطفية

كما تبين أن أكثر من 20٪ من المشاركين أقدموا على تغييرات جذرية في حياتهم المادية بعد التجربة، مثل الطلاق أو الانتقال إلى مدن جديدة، بحثاً عن حياة أكثر معنى وهدوءاً داخلياً.

ويفسر الباحثون هذه التحولات بأنها نتيجة مباشرة لتغير أولويات الإنسان بعد مروره بهذه التجربة الفاصلة بين الحياة والموت.

دعوة لإجراء المزيد من الأبحاث النفسية

أكدت الدكتورة مارييتا بيخليفا نوفا (Marieta Pehlivanova) من قسم الطب النفسي وعلوم السلوك العصبي في UVA Health، أن هذا النوع من الدراسات ما زال في بدايته،

وقالت: «الأبحاث حول كيفية دعم هؤلاء المرضى ما زالت محدودة للغاية. نأمل أن تفتح نتائجنا الباب أمام دراسات أعمق، وأن تحفّز الأطباء والباحثين على الاهتمام بهذه الفئة من الناجين من الموت.»

بين العلم والروح لغز لم يُحل بعد

ورغم التقدم العلمي الكبير، لا يزال العلماء غير قادرين على تفسير ما يحدث تماماً أثناء تجربة ما بعد الموت،

لكن الدراسات المستمرة مثل تلك التي أجرتها جامعة فيرجينيا تسعى إلى دمج العلم مع البعد النفسي والروحي للإنسان، في محاولة لفهم أكثر اللحظات غموضاً في الوجود الإنساني.

المصدر: نيويورك بوست