نادي الصراخ.. تجربة علاجية جديدة لتخفيف ضغوط الحياة لدى الشباب في لندن
منوعات
نادي الصراخ.. تجربة علاجية جديدة لتخفيف ضغوط الحياة لدى الشباب في لندن
22 تشرين الأول 2025 , 11:10 ص

اجتمع عشرات الشباب في إحدى حدائق لندن وذلك في تجربة فريدة من نوعها، حيث انتظروا الإشارة للبدء ثم أطلقوا صرخاتهم بأعلى صوتهم في محاولة لتخفيف التوتر النفسي ، هذه الظاهرة المعروفة باسم "العلاج بالصراخ"، تزداد شعبية بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، وانتقلت مؤخرا من الولايات المتحدة إلى بريطانيا.

الصراخ كعلاج نفسي جماعي

قالت ربيكا دريك 23 عاما بعد مشاركتها في صراخ جماعي على تلة البرلمان في حديقة هايمبستيد هيث:

"كان الأمر علاجياً جدا، لا تدرك كم من التوتر تحمله بداخلك إلا بعد أن تخرجه كله."

شارك ربيكا وشباب آخرون، معظمهم في العشرينات من عمرهم، في هذا الحدث المعروف باسم "نادي الصراخ" يوم السبت، حيث أتاح لهم مساحة للتنفيس عن الضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهونها.

فكرة الحدث وكيفية تنظيمه

مونا شريف، منظمة الحدث، قالت إنها استلهمت الفكرة من مقاطع تيك توك التي تظهر تجمعات الناس للصراخ الجماعي في الولايات المتحدة.

وأضافت شريف:

"نشرت فيديو على تيك توك أشرت فيه إلى أن لندن بحاجة لفعالية مماثلة، ومنه أنشأت مجموعة دردشة جمعت أكثر من ألف شخص خلال ثلاثة أيام."

وبعد العد حتى ثلاثة، أطلق المشاركون صرخاتهم بينما كانوا يسجلون التجربة على هواتفهم، مما أثار دهشة المارة.

الصراخ والتأثير النفسي

تصف شريف هذا النشاط بأنه مستوحى من العلاج الجماعي، حيث يتيح للناس التعبير عن مشاعرهم المكبوتة التي يصعب عليهم مناقشتها.

وقالت جوليا ديويت، معلمة تبلغ 29 عاما:

"من الجيد رؤية مشاركة العديد من النساء، فهناك وصمة حول توقع الهدوء من النساء تحت الضغط. الحديث عن الصحة النفسية أصبح أكثر وضوحا في السنوات الأخيرة، وهذا أمر إيجابي جدا."

السياق الاجتماعي وأهمية النشاط

تشير دراسة حديثة من YouGov إلى أن ثلثي الشباب البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما يعانون أو عانوا من مشاكل نفسية، خاصة مرتبطة بالدراسة أو الوضع المالي.

قبل الصراخ الجماعي، أخذ المشاركون دورهم على مقاعد الحدائق للتحدث عن شعورهم بالوحدة أو صعوبة إيجاد مكان لهم في المجتمع. كما ناقش البعض الأخبار والسياسة الدولية، التي قد تكون مصدر إحباط وضغط نفسي، وسط تشجيع من الحضور.

قالت ريفا أودين، طالبة تبلغ من العمر 19 عاما:

"أحتاج حقا إلى مساحة كهذه حيث يمكن للناس الصراخ والانفلات من الضغوط اليومية."

نادي الصراخ في لندن ليس مجرد تجربة غريبة، بل أصبح وسيلة فعّالة لتخفيف التوتر النفسي بين الشباب، ويبرز أهمية إيجاد مساحات آمنة للتعبير عن المشاعر والمشاركة في الأنشطة الجماعية الداعمة للصحة النفسية.

المصدر: The GIST