يواجه الطلاب خلال فترة الامتحانات ضغطاً نفسياً كبيراً قد يؤثر سلباً على أداء الدماغ، ولضمان أفضل النتائج ينصح الخبراء باتباع مجموعة من القواعد التي تساعد العقل على العمل بكفاءة في المواقف المجهدة.
وفي تقرير نشره موقع The Conversation، قدّم علماء أستراليون ثمانية استراتيجيات مدعومة علمياً تساعد طلاب المدارس والجامعات على تحسين الذاكرة والتركيز والاستيعاب قبل وأثناء الامتحانات.
كيف يعمل الدماغ أثناء عملية التذكّر؟
تشارك في عملية الذاكرة عدة مناطق من الدماغ، لكل منها دور محدد:
القشرة الجبهية الأمامية (Prefrontal Cortex): مسؤولة عن الذاكرة العاملة والتركيز واتخاذ القرار.
اللوزة الدماغية (Amygdala): تتحكم في معالجة العواطف وتأثيرها على التذكّر.
الحُصين (Hippocampus): يلعب دوراً محورياً في تكوين الذاكرة طويلة الأمد وتخزين المعلومات.
ويشير العلماء إلى أن الضغوط قصيرة الأمد قد تساعد على تعزيز الانتباه، لكن التوتر المستمر يؤدي إلى تدهور أداء الحُصين والقشرة الجبهية، ما يقلل من قدرة الدماغ على حفظ المعلومات واسترجاعها.
استراتيجيات علمية لتحسين الذاكرة قبل الامتحانات
1. لا تعتمد على الحفظ الآلي (التكرار الميكانيكي)
المعلومات التي تُحفظ بطريقة "الزَّبْر" تبقى في الذاكرة القصيرة الأمد فقط، وتزول سريعاً. من الأفضل فهم المادة الدراسية وربطها بالمفاهيم السابقة لزيادة ثباتها في الذاكرة طويلة الأمد.
2. احصل على نوم كافٍ (7–9 ساعات يومياً)
يؤكد العلماء أن النوم يلعب دوراً أساسياً في نقل المعلومات الجديدة إلى الذاكرة طويلة الأمد. قلة النوم تؤثر سلباً على التركيز والانتباه والقدرة على استرجاع المعلومات أثناء الامتحان.
3. تجنّب التشتّت والمشتتات الرقمية
يُضعف تعدد المهام (مثل تصفح الهاتف أثناء المذاكرة) الذاكرة العاملة، ويُقلل من كفاءة الدماغ في معالجة المعلومات الجديدة. احرص على الدراسة في بيئة هادئة خالية من الملهيات.
4. استخدم تقنية التكرار المتباعد (Spaced Repetition)
أثبتت الدراسات أن مراجعة المعلومات على فترات زمنية متباعدة أكثر فعالية من المراجعة المكثفة قبل الامتحان. هذه الطريقة تساعد الدماغ على ترسيخ المعلومات بشكل أعمق.
5. استدعِ المعلومات بصوت عالٍ
قم بإعادة سرد ما تعلمته أو شرحه بصوت مرتفع، فهذه الطريقة تُنشط الذاكرة النشطة وتعزز الروابط العصبية المسؤولة عن التذكّر السريع.
6. سيطر على التوتر والانفعالات
الإجهاد الزائد يستهلك قدرات الدماغ ويُقلل من مساحة الذاكرة العاملة. يمكن الحد من التوتر عبر تمارين التنفس العميق أو التأمل القصير قبل وأثناء المذاكرة.
7. مارس اليقظة الذهنية والنشاط البدني
الوعي الذهني (Mindfulness) يُخفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، بينما تساعد الأنشطة البدنية المنتظمة مثل المشي أو الجري على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقوية الروابط العصبية.
8. تناول غذاءً صحياً متوازناً
تلعب التغذية دوراً محورياً في أداء الذاكرة. يوصي العلماء بتناول أطعمة غنية بـأوميغا-3 (مثل الأسماك والمكسرات)، ومضادات الأكسدة (كالخضروات والفواكه الطازجة)، مع الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء.
حافظ على توازنك الذهني والبدني
يؤكد الباحثون أن تحسين الذاكرة لا يعتمد فقط على المذاكرة المكثفة، بل على تنظيم نمط الحياة بالكامل. عبر النوم المنتظم، والتغذية الجيدة، والابتعاد عن التوتر، يستطيع الطلاب تعزيز قدراتهم الذهنية وتحقيق أداء متميز في الامتحانات.
تطبيق هذه الاستراتيجيات الثمانية البسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في قدرة الطلاب على الاستيعاب، التذكّر، واتخاذ القرارات بصفاء ذهني. فالتحضير الذكي لا يقل أهمية عن التحضير الأكاديمي.