اكتشاف بروتين قد يكون المفتاح لعلاج مرض الكبد الدهني الأيضي ومنع تطوره
منوعات
اكتشاف بروتين قد يكون المفتاح لعلاج مرض الكبد الدهني الأيضي ومنع تطوره
23 تشرين الأول 2025 , 14:50 م

أعلنت جامعة إقليم الباسك الإسبانية عن اكتشاف علمي جديد يكشف عن آلية مسؤولة عن تفاقم مرض الكبد الدهني الأيضي ، وهو أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعا في العالم، وقد حدد الباحثون بروتينا يُعرف باسم E2F2 بوصفه هدفا علاجيا جديدا يمكن أن يوقف تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة مثل تليّف الكبد أو سرطان الكبد.

ما هو مرض الكبد الدهني الأيضي؟

يُعدّ مرض الكبد الدهني الأيضي، المعروف أيضا باسم التنكّس الدهني الكبدي الأيضي، حالة مرضية تتسم بتراكم مفرط للدهون في خلايا الكبد لدى الأشخاص الذين لا يستهلكون كميات كبيرة من الكحول.

ويمثل هذا المرض عامل خطر رئيسيا للإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل تليّف الكبد وسرطان الكبد، وتشير الإحصاءات إلى أن من 3 إلى 4 أشخاص من كل 10 يعانون منه، مع تزايد مستمر في الحالات بسبب ارتفاع معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.

كما أنّ هذا المرض متنوع في أسبابه ومساره السريري، حيث تختلف سرعة تطوره من مريض إلى آخر.

تباين في سرعة تطور المرض

توضح الدكتورة باتريشيا أسبتشويتا، الباحثة الرئيسية في مجموعة أبحاث الدهون والكبد بجامعة إقليم الباسك، أن بعض المرضى يتطور لديهم المرض ببطء نحو مرحلة أكثر تقدمًا تُعرف بـ التهاب الكبد الدهني، في حين يتطور المرض بسرعة لدى آخرين، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

بروتين E2F2: المفتاح الجديد لفهم المرض

نُشرت نتائج الدراسة الدولية في مجلة Hepatology العلمية المرموقة، حيث كشف فريق البحث بقيادة أسبتشويتا عن دور محوري لبروتين E2F2 في المراحل المتقدمة من المرض.

يعمل هذا البروتين كمفتاح تحكم وراثي يقوم بتنشيط أو إيقاف عمل بعض الجينات المرتبطة بتخزين الدهون وتنظيم الأحماض الصفراوية.

الأحماض الصفراوية وتأثيرها في تقدم المرض

أظهر الباحثون أن بروتين E2F2 لا يقتصر دوره على تعزيز تراكم الدهون السامة في الكبد، مثل الكوليسترول والأحماض الدهنية، بل يمنع أيضًا التدفق الطبيعي للصفراء عبر تشجيع تراكم أملاح الصفراء في الكبد والدم، مما يؤدي إلى تفاقم المرض.

وتوضح الدكتورة أسبتشويتا أن بعض مرضى الكبد الدهني الأيضي يعانون من صعوبات في التخلص من الأحماض الصفراوية، وهو ما يؤدي إلى بقائها مخزنة في الكبد والدم، وقد اكتشف الفريق أخيرا الآلية الجزيئية التي تفسر ذلك.

آلية التحكم الجزيئية: E2F2 و miR34a-5p

كشفت الدراسة أن بروتين E2F2 يتحكم في نشاط جزيء صغير يُعرف باسم miR34a-5p، وهو المسؤول عن تنظيم العمليات الخلوية المتعلقة بإنتاج الكوليسترول والأحماض الصفراوية وإطلاقها من الكبد.

وتقترح النتائج أن تثبيط نشاط بروتين E2F2 أو خفض مستوياته يمكن أن يكون استراتيجية علاجية جديدة للحد من تطور المرض.

آفاق البحث المستقبلي

أشارت الدكتورة أسبتشويتا إلى أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام المزيد من الأسئلة، مؤكدة أهمية استمرار التعاون الدولي في الأبحاث لتطوير حلول فعالة لعلاج أمراض الكبد الأيضية.

وأضافت: "من المهم أن نعرف ما إذا كان المرض سيتطور بسرعة لدى المريض أم لا. نرغب في تحديد ما إذا كان المرضى الذين يتدهورون بسرعة يمتلكون مستويات أعلى من بروتين E2F2، مما قد يساعد على تصنيف الحالات واختيار العلاج المناسب مبكرا."

علاقة المرض بأمراض القلب والأوعية الدموية

وأوضحت الباحثة أن مرض الكبد الدهني الأيضي يرتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب، إذ يمارس الكبد تأثيرا سلبيا على القلب والأوعية.

وقالت: "من الضروري فهم كيفية عمل بروتينات E2F2 في سياق مرض الكبد الدهني الأيضي وأمراض القلب المصاحبة، لأن العديد من المرضى يفقدون حياتهم بسبب المضاعفات القلبية أكثر من الكبدية."

يمثل هذا الاكتشاف خطوة علمية مهمة نحو فهم أعمق لآليات مرض الكبد الدهني الأيضي، ويمهّد الطريق لتطوير علاجات تستهدف بروتين E2F2 بهدف الوقاية من التليف وسرطان الكبد.

المصدر: Journal of Hepatology