حمّى الوادي المتصدع.. تعرف على طرق انتقالها وأعراضها والوقاية منها
منوعات
حمّى الوادي المتصدع.. تعرف على طرق انتقالها وأعراضها والوقاية منها
25 تشرين الأول 2025 , 14:16 م

حمى الوادي المتصدّع هي مرض فيروسي مشترك بين الإنسان والحيوان (زونوطي)، يسببه فيروس ينتمي إلى عائلة Phenuiviridae من فصيلة Bunyavirales. ينتقل المرض أساسا عن طريق البعوض ويصيب في المقام الأول الماشية والأغنام والماعز والإبل، كما يمكن أن ينتقل إلى البشر بحسب موقع The Conversation.

في الحيوانات، يتسبب المرض في خسائر اقتصادية كبيرة بسبب انخفاض إنتاج الحليب، وارتفاع معدل الإجهاض لدى الإناث الحوامل، ونفوق ما بين 10% إلى 20% من الحيوانات المصابة.

أما لدى الإنسان، فعادة ما تكون العدوى خفيفة تشبه الإنفلونزا، لكن في بعض الحالات قد تتطور إلى حالات خطيرة أو مميتة.

كيف تنتقل حمّى الوادي المتصدّع؟

تنتقل العدوى بين الحيوانات أساسا عبر لسعات البعوض المصاب. وقد تم تحديد أكثر من 50 نوعا من البعوض قادرا على نقل الفيروس، من بينها أنواع Aedes وCulex وAnopheles وMansonia.

يمكن للفيروس أن ينتقل من أنثى البعوضة إلى بيضها، مما يسمح له بالبقاء في البيئة حتى في غياب الحيوانات المصابة.

أما عند البشر، فيحدث الانتقال غالبا عبر ملامسة دماء أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو الولادة أو معالجة الجثث.

ورغم إمكانية العدوى عبر لسعة بعوضة، فإنها حالات نادرة جدا، ولم تسجَّل أي حالة انتقال مباشر من إنسان إلى آخر.

أصل المرض وانتشاره

تم اكتشاف حمّى الوادي المتصدّع لأول مرة عام 1931 في وادي الصدع شرق كينيا، ثم تم عزل الفيروس نفسه عام 1944 في أوغندا.

ومنذ ذلك الحين، سُجّلت عشرات الفاشيات في إفريقيا، منها:

مصر (1977)

مدغشقر (1990، 2021)

كينيا وتنزانيا والصومال (أواخر التسعينيات)

جزر القمر (2007–2008)

مايوت (2018–2019)

وفي غرب إفريقيا، تأثرت دول مثل موريتانيا والسنغال والنيجر بعدة موجات وبائية.

وتلعب حركة الماشية والعوامل البيئية مثل الأمطار الغزيرة دورا رئيسيا في انتشار الفيروس بين المناطق.

أسباب تفشي المرض ودور البيئة

عادة ما تعود فاشيات حمّى الوادي المتصدّع بشكل دوري كل 5 إلى 15 سنة، خاصة بعد فترات أمطار غزيرة أو فيضانات تخلق بيئة مثالية لتكاثر البعوض.

فعلى سبيل المثال، أدت ظاهرة إل نينيو عامي 1998–1999 إلى تفشٍ واسع للمرض في شرق إفريقيا.

ولا يزال العلماء يدرسون كيفية بقاء الفيروس في البيئة بين الفاشيات، ويُعتقد أن هناك مستودعا بريا للحيوانات (مثل الغزلان أو الزواحف) يحافظ على الفيروس في الطبيعة.

الأعراض عند الحيوانات والإنسان

في الحيوانات، تظهر الأعراض على شكل:

إفرازات أنفية مفرطة

فقدان الشهية

إسهال وضعف عام

إجهاض جماعي ونفوق مرتفع للصغار

أما لدى الإنسان، فتظهر الأعراض عادة بعد فترة حضانة من يومين إلى ستة أيام، وتشمل:

حمى وألم في العضلات والمفاصل

صداع وغثيان

وتشفى معظم الحالات خلال أسبوع، لكن نسبة قليلة تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل:

التهاب الدماغ والسحايا (في 2–4% من الحالات)

اضطرابات في العين (قد تصل إلى العمى الدائم في بعض الحالات)

الحمّى النزفية المميتة في أقل من 1% من المصابين

ولا يوجد علاج محدد حتى الآن، ويقتصر التدخل الطبي على الرعاية الداعمة لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات.

الوقاية والمكافحة

1. المراقبة البيطرية:

يجب رصد الإصابات في الحيوانات بشكل مبكر وفرض قيود صارمة على حركة الماشية أثناء الفاشيات.

2. مكافحة البعوض:

تعد مكافحة النواقل من أهم إجراءات الوقاية، رغم صعوبتها في المناطق الريفية.

3. التطعيم:

يتوفر لقاحان للحيوانات في المناطق الموبوءة:

لقاح حي مضعّف يمنح مناعة طويلة الأمد (لكن لا يُستخدم للحيوانات الحوامل).

لقاح معطل أكثر أمانا، لكنه يتطلب جرعات متعددة.

أما اللقاح البشري فلا يزال قيد التجارب ولم يحصل بعد على ترخيص رسمي.

4. الوقاية الشخصية:

ينبغي للمزارعين والجزارين والأطباء البيطريين اتخاذ احتياطات وقائية صارمة مثل:

ارتداء القفازات والنظارات الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات

طهي اللحوم وغلي الحليب جيدا

تجنب تناول الدم الطازج

استخدام الناموسيات والمبيدات الطاردة للبعوض

من الأكثر عرضة للخطر؟

الأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة هم:

مربي الماشية

العاملون في المسالخ

الأطباء البيطريون

ويُنصح هؤلاء بتطبيق إجراءات النظافة والوقاية بشكل دائم، خصوصا في مواسم الأمطار أو أثناء تفشي المرض.

المصدر: The Conversation