قد يتفهم المرء بعض التحليلات الصادرة من صحفيين تنذر بقرب وقوع الحرب الإسرائيلية بناء على معلومات جمعوها أو سرّبت إليهم من مصادر دبلوماسية أو عسكرية أو أمنية.
لكن أن تستمر هذه التحليلات بالمضمون نفسه ومن قبل جزء محدد منهم مع بعض القنوات التلفزيونية على المنوال نفسه منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار مركزة على وجوب نزع السلاح وإلا ستتولى إسرائيل المهمة بشكل أشبه ما يكون بمعزوفة رتيبة مملة تعزفها اوركسترا مشخصة معروفة الارتباط بجزء كبير منها بالدوائر السفاراتية الغربية وتكرر دورياً مع كل تغريدة أو كل نشرة إخبارية.
فإن الأمر يتطلّب نظرة مختلفة لها تضعها في إطار الحرب النفسية التي تمارس على البيئة الحاضنة لضرب عزيمتها وإرادتها وثنيها عن التصويت للثنائي في الانتخابات القادمة.
إن من ينظر بعين صحيحة وبصيرة سليمة يرى أن إسرائيل اليوم أبعد من الأمس من مسألة القيام بحرب على لبنان تضطرها إلى الدخول البري الذي تخشاه. وهذا لا يعني أبداً عدم الأخذ بالسيناريو الأسوأ والاستعداد للحرب وكأنها ستقع غداً فالتأهب يجب أن يبقى مستمراً لكي لا يأخذنا العدو على حين غفلة.
أما النفاق الأمريكي ولغة الاستعلاء عند موفديه وكل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقونه فإنه لن ينفع في تحقيق ما عجزت عنه الآلة العسكرية الصهيونية في حروبها المختلفة على لبنان وآخرها حرب ال٦٦ يوماً. وأما عملاء الداخل فهم عن تحقيق ذلك أعجز.
د. علي حكمت شعيب