أكياس النيكوتين الفموية وسيلة جديدة للإقلاع عن التدخين
منوعات
أكياس النيكوتين الفموية وسيلة جديدة للإقلاع عن التدخين
28 تشرين الأول 2025 , 14:05 م

في إطار الجهود المستمرة للعثور على أفضل الوسائل القائمة على الأدلة العلمية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين ، وجّهت باحثة في مجال الصحة العامة من جامعة ماساتشوستس أمهرست اهتمامها إلى منتج خالٍ من التبغ يزداد انتشارا في الولايات المتحدة — وهو أكياس النيكوتين الفموية.

أول مراجعة علمية شاملة لأكياس النيكوتين

في أول دراسة تحليلية من نوعها نُشرت في قاعدة بيانات كوكران للمراجعات المنهجية، أشارت النتائج إلى أن استبدال التدخين باستخدام أكياس النيكوتين الفموية يقلل من التعرض للمواد الضارة — وهو ما يُعد نتيجة متوقعة، وفقًا لما ذكرته الدكتورة جيمي هارتمان-بويس، أستاذة مساعدة في سياسات وإدارة الصحة بكلية الصحة العامة وعلوم الصحة في الجامعة، ومحررة لدى منظمة Cochrane البحثية العالمية في المملكة المتحدة.

أدلة محدودة ولكن واعدة

تبيّن أن الفريق البحثي وجد أربع دراسات صغيرة فقط مناسبة للتحليل، مما يعني أن الأدلة الحالية لا تزال غير كافية لتأكيد فعالية الأكياس في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين أو الفيبينغ. ومع ذلك، تُعد هذه المراجعة خطوة أولى لتوسيع البحث المستقبلي حول هذا الموضوع. وتشير الدراسات الجارية إلى أن المنتجات المحتوية على النيكوتين — مثل اللصقات والعلكة وأجهزة الفيب — مفيدة في دعم الإقلاع عن التدخين.

ما هي أكياس النيكوتين الفموية؟

تشبه هذه الأكياس الصغيرة أكياس الشاي من حيث الحجم، وتحتوي على مسحوق نيكوتين ومنكهات، لكنها لا تحتوي على أوراق التبغ. وتُسوَّق كبديل خالٍ من الدخان، وأحيانا كوسيلة لتقليل أو التوقف عن التدخين.

موقف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)

رغم أن هذه الأكياس غير معتمدة رسميا كوسيلة للإقلاع عن التدخين مثل اللصقات أو العلكة، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت في وقت سابق من هذا العام على تسويق 20 نوعا من أكياس "زين" (Zyn) في الولايات المتحدة، معتبرةً أن فوائدها تفوق مخاطرها على الصحة العامة. وهذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها الـFDA مثل هذه الموافقة، وهو قرار يُعدّ محوريا في مستقبل هذه المنتجات.

الاختلاف بين الأكياس ومنتجات النيكوتين الأخرى

يتم وضع أكياس النيكوتين بين اللثة والشفاه لامتصاص النيكوتين عبر الفم، وهي تشبه منتج السنوس السويدي، إلا أنها لا تحتوي على التبغ. وعلى عكس التدخين، لا ينتج عنها دخان ولا تتطلب البصق. وتشير الدراسات إلى أن السنوس لا يسبب سرطان الرئة، لكنه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق واللسان بسبب مكوناته التبغية.

خفض الضرر ودور المنتجات البديلة

تشير البيانات إلى أن الدول التي تسمح باستخدام منتجات السنوس شهدت انخفاضًا ملحوظًا في معدلات التدخين والأمراض المرتبطة به، ما يدعم مفهوم "خفض الضرر" عبر استخدام منتجات النيكوتين غير المحترقة.

تحذير مهم: لا تبدأ إذا لم تكن مدخنا

تؤكد الدكتورة هارتمان-بويس أن الأشخاص الذين لا يستخدمون أي منتج يحتوي على النيكوتين يجب ألا يبدأوا باستخدامه، لأن النيكوتين مادة شديدة الإدمان، ولا تزال آثاره طويلة المدى غير مفهومة بالكامل.

ومع ذلك، ترى أنه من المنطقي أن يلجأ المدخنون المدمنون إلى هذه البدائل في حال عجزهم عن الإقلاع التام.