أكد باحثون من جامعة مونتريال في كندا أن النساء أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون مقارنة بالرجال، بعد اكتشافهم لآلية بيولوجية تعمل كدرع طبيعي لحماية أدمغتهن من التلف العصبي التدريجي الذي يميز هذا المرض. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة الرائدة في مجلة Nature Communications.
دراسة شاملة تكشف اختلافات واضحة بين أدمغة الرجال والنساء
قام العلماء بتحليل صور لأدمغة 687 شخصا يعانون من اضطراب سلوك النوم في مرحلة حركة العين السريعة – وهي الحالة التي تُعتبر من المراحل المبكرة للأمراض التنكسية العصبية، مثل باركنسون – ومقارنتها بصور 343 شخصا أصحاء.
النتائج كانت لافتة:
أظهرت الدراسة أن 37٪ من مناطق القشرة الدماغية التي تعاني من ضمور تعود للرجال، مقابل 1٪ فقط لدى النساء. وشملت هذه المناطق الأجزاء المسؤولة عن الحركة، والحس، والرؤية، والتوجه المكاني.
دور الهرمونات الأنثوية في حماية الدماغ
لفهم سبب هذه الحماية المذهلة، قارن الباحثون بين أدمغة النساء المصابات وأدمغة النساء السليمات، ليتبين أن المناطق الأقل تضررا تحتوي على نشاط جيني مرتفع يرتبط بوظيفة هرمون الإستروجين في الدماغ.
هذا النشاط الهرموني يعزز من كفاءة الميتوكوندريا – المسؤولة عن إنتاج طاقة الخلايا – ويساعد في بقاء الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي الخلايا التي يتسبب تدهورها في ظهور أعراض مرض باركنسون.
أهمية الاكتشاف في تطوير العلاجات المستقبلية
رغم أن اضطراب إنتاج الدوبامين يظهر فقط لدى نحو 25 إلى 40٪ من المصابين بباركنسون، إلا أن العلماء يرون أن فهم آليات الحماية لدى النساء يمهد الطريق لتطوير علاجات دوائية جديدة تعمل على تنشيط الجينات الواقية للأعصاب.
هذه النتائج قد تمثل خطوة محورية نحو علاج وقائي للمرض، خاصة في مراحله المبكرة قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة.
يُعد هذا الاكتشاف إنجازا مهما في فهم الاختلافات البيولوجية بين الجنسين في الأمراض العصبية. إذ تشير النتائج إلى أن الإستروجين ليس مجرد هرمون أنثوي، بل عنصر رئيسي في حماية الدماغ من الأمراض التنكسية مثل باركنسون.