اكتشاف الجين المسؤول عن شراسة أورام الدماغ وانتشارها
منوعات
اكتشاف الجين المسؤول عن شراسة أورام الدماغ وانتشارها
30 تشرين الأول 2025 , 14:11 م

نجح علماء من جامعة البلطيق الفيدرالية باسم إيمانويل كانت بالتعاون مع جامعة موسكو الحكومية في تحديد الآلية الجزيئية التي تجعل بعض أورام الدماغ ، مثل الجليوما والنوروبلاستوما، شديدة العدوانية ومقاومة للعلاج. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Advances in Molecular Oncology المتخصصة في أبحاث الأورام الجزيئية.

الورم العدواني الذي يتحدى العلاجات

تُعد أورام الجليوما والنوروبلاستوما من أخطر أنواع السرطانات العصبية، إذ تتميز بسرعة نموها وصعوبة السيطرة عليها، وغالباً ما تُظهر هذه الأورام قدرة عالية على الانتشار داخل أنسجة الدماغ والجهاز العصبي، مما يجعل العمليات الجراحية والعلاجات الكيميائية والإشعاعية محدودة الفاعلية أمامها.

ويُرجع الباحثون ذلك إلى قدرة الخلايا السرطانية على الهجرة وإنشاء بؤر جديدة من الورم في أماكن مختلفة من الجسم، وهي العملية التي تُعرف باسم الانتقال (Metastasis)، والتي تجعل الشفاء الكامل صعباً للغاية.

الجين PLAUR ودوره في عدوانية الورم

من خلال تحليل الخلايا السرطانية، اكتشف العلماء أن النشاط المفرط للجين PLAUR — وهو الجين الذي يُشفّر مستقبل اليوروكيناز (uPAR) — يرتبط بشكل مباشر بقدرة الخلايا السرطانية على التحرك والانقسام بسرعة، وبالتالي تكوين النقائل (المواقع السرطانية الثانوية).

عند زيادة نشاط هذا الجين في خلايا الجليوما والنوروبلاستوما البشرية، لاحظ الباحثون أن الخلايا فقدت قدرتها على الالتصاق بالأنسجة المحيطة، وأصبحت أكثر حركة وعدوانية.

نتائج التحليل الجيني

بيّنت الدراسة أن زيادة التعبير الجيني لـ PLAUR أدت إلى ارتفاع ملحوظ في نشاط جينات ZEB1 وZEB2 وSNAI2، وهي الجينات المسؤولة عن إعادة برمجة الخلايا وتحفيزها على الانفصال عن مكانها الأصلي.

هذا التحول جعل خلايا الورم أكثر قدرة على غزو الأنسجة المجاورة، وهي سمة رئيسية في الأورام شديدة الخباثة. ونتيجة لذلك، يصبح المريض أكثر عرضة لعودة الورم بعد العلاج.

تفسير جديد لآلية انتشار أورام الدماغ

أكد فريق البحث أن تحفيز الجين PLAUR لا يقتصر على زيادة حركة الخلايا السرطانية فقط، بل يُعيد برمجتها بالكامل لتفعيل مجموعة من الجينات المرتبطة بالانتشار والانتكاس.

ويُفسّر هذا الاكتشاف السبب وراء فشل بعض العلاجات التقليدية في القضاء على أورام الدماغ، خاصة لدى المرضى الذين تظهر لديهم مستويات مرتفعة من البروتين uPAR.

أمل جديد في علاج مستقبلي

يرى العلماء أن البروتين uPAR يمثل هدفاً واعداً لتطوير أدوية مضادة للسرطان، إذ يمكن استهدافه لتقليل قدرة الخلايا الورمية على الانتشار.

كما أعلن الباحثون عن نيتهم دراسة تأثير تعطيل (Knockout) الجين PLAUR في التجارب المستقبلية، بهدف الوصول إلى فهم أدق لدوره في عدوانية الجليوما والنوروبلاستوما، وتطوير علاجات جزيئية دقيقة أكثر فعالية وأقل سمّية.

المصدر: Science Mail