أعلن فريق من الكيميائيين الصينيين عن تطوير دواء تجريبي جديد يمكنه وقف الالتهاب المزمن الذي يسبّب تلف الأنسجة لدى مرضى السكري من النوع الأول.
ويُعدّ هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو علاج فعّال وربما شافٍ لهذا المرض المستعصي الذي يصيب ملايين الأشخاص في العالم.
السر في إيقاف الإشارات الالتهابية
تُعدّ الالتهابات المزمنة من أخطر المضاعفات في مرض السكري، إذ تُبطئ التئام الجروح وتؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب.
ويعمل الدواء الجديد وهو مركب منخفض الوزن الجزيئي على تعطيل الإشارات الكيميائية داخل الخلايا التي تثير هذه الالتهابات وتبقيها في حالة نشاط مستمر.
في الظروف الطبيعية، تساعد هذه الإشارات على تنسيق وظائف الخلايا، لكن عند فرط تنشيطها بسبب تراكم المواد الضارة الناتجة عن ارتفاع سكر الدم، تتحول إلى محرك دائم للالتهاب.
نتائج واعدة في التجارب
أظهرت التجارب المخبرية أن الدواء خفض بشكل ملحوظ مستويات المواد الالتهابية في خلايا الدم المأخوذة من مرضى السكري.
أما في الدراسات الحيوانية على فئران مصابة بالنوع الثاني من السكري، فقد ساعد المركب على تسريع التئام الجروح وتقليل الالتهاب، ما يشير إلى فعاليته المحتملة بغض النظر عن نوع المرض.
يؤكد العلماء أن هذه النتائج تفتح الباب أمام عصر جديد من العلاجات الخلوية التي لا تكتفي بضبط مستوى السكر في الدم، بل تعالج المسببات الجزيئية الكامنة وراء تدهور صحة المريض.
أهمية الابتكار في مواجهة أزمة السكري
وفقا للإحصاءات الحديثة، يعيش أكثر من 5 ملايين شخص في روسيا وحدها مع مرض السكري، في حين يتجاوز العدد عالميا 540 مليون شخص.
ورغم تطور أدوية خفض الجلوكوز، إلا أن معظمها لا يعالج الالتهاب المزمن الذي يدمّر الأنسجة ببطء ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر، وبتر الأطراف، وأمراض الكلى والقلب.
الدواء الصيني الجديد يسد هذه الفجوة عبر استهداف أصل المشكلة، لا مجرد أعراضها، مما قد يقلل بشكل جذري من معاناة المرضى على المدى الطويل.
يمنح هذا الاكتشاف أملا جديدا في أن يصبح داء السكري من النوع الأول مرضًا قابلًا للعلاج بالكامل، لا مجرد حالة تُدار بالأدوية.
فإذا أثبتت الدراسات السريرية القادمة فعاليته وسلامته، فقد يكون هذا الدواء الخطوة الأولى نحو القضاء على مرض السكري المزمن الذي أرهق البشرية لعقود.