” فمن لايخط انتماءه بحبر الولاء والوفاء، يكتب خيانته بصمت الجفاء".
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)
في زمن تتناسل فيه الخيانات من رحم الإدعاءات، وتتشظى فيه الموازين وتختزل القيم في حسابات رخيصة، يغدو حب الوطن فريضة لا نافلة، وايمانا لا شعارا، إنها ميتافيزيقيا الانتماء التي تزرع في الوعي جذورا لا تقتلع وتذكرنا أن من باع وطنه فقد باع معنى وجوده. تدور جينالوجيا التضليل في مختبرات العولمة، تسقى العقول سم الليبرالية المتفلتة، وتروج لخيال راديكالي يريد تفكيك الهوية باسم الحرية. وهاهي أموال الشعائر تهدر على موائد حكومتي الطاغوتين الأكبر والأصغر، تمول حروب الوكالة. وتدعم منابر ومنصات التزيف و التفريق...
من دمشق التي تنزف ضوءا إلى الجنوبين السوري واللبناني العظيمين الأبيين. ولبناننا الأشم المقاوم. إلى غزة التي تكتب بدمها أناشيد الصمود، أرفع الصوت: اتحدوا ياأبناء العروبة والإباء قبل أن تعاد صياغتكم على خرائط المستعمرين.
أوجه أيضا وبالتكرار التحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية حاضنة الوعي وبوصلة الثبات وللباكستان الأبية الأصيلة ولسلطنة عمان زهرة الخليج وياقوتة كلمة الحق والعدل، وإلى كل الحكومات والجيوش والشعوب الشريفة في العالمين العربي والإسلامي وحتى المسيحي الشقيق، وإلى المقاومات الشرعية والقانونية العادلة المدافعة عن المظلومين والمكلومين والمضطهدين والمستضعفين وإلى كل شرفاء وأحرار العالم أجمع، يامن تدافعون عن الإنسان قبل العنوان.
أنتم تعلمون أن الحق لايؤخذ من موائد التوسل، بل من ميدان الفعل والبصيرة، ومن خان وطنه فقد خان ترابه. يامن تسمعون...إجعلوا الولاء عقيدة والوحدة طريقا، والوعي سلاحا، فالتاريخ لايرحم من تخلى، ولايغفر لمن انحنى. وإذا اطفأت قناديل الوعي، أشرقوا أنتم... فالأوطان لاتنار إلا بنور أبنائها.