تمكن فريق من العلماء البريطانيين من تطوير اختبار تنفّس بسيط قادر على الكشف عن سرطان البنكرياس حتى في مراحله الأولى، وذلك بفضل جهاز مبتكر يشبه جهاز قياس الكحول (الكحوليتسر)، وفقا لما نقله موقع Аргументы и Факты الروسي عن صحيفة Bors الهنغارية.
آلية عمل الاختبار
يعتمد هذا الاختبار المبتكر على تحليل مجموعة من المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في هواء الزفير.
هذه المركبات تنتقل في مجرى الدم ثم تُطرح عبر الرئتين.
ويشير الباحثون إلى أن الخلايا السرطانية تُحدث تغيرات في نسب هذه الجزيئات، حتى في المراحل المبكرة من المرض، وهو ما يستطيع الجهاز رصده بدقة عالية.
وقالت ديانا جوب (Diana Jupp)، وهي مستثمرة في المشروع: "يمكن لهذا الاختبار التنفسي أن يُحدث ثورة حقيقية في الكشف المبكر عن سرطان البنكرياس. إنه بلا شك أكبر تقدم أحرزناه في هذا المجال خلال الخمسين عاما الماضية."
تطبيقات مستقبلية واختبارات واسعة
من المقرر أن يخضع هذا الجهاز للتجربة على ستة آلاف متطوع من إنجلترا وويلز واسكتلندا خلال السنوات القادمة.
ووفقا للباحثين، يُتوقع أن يُعتمد هذا الابتكار في المستشفيات البريطانية خلال خمس سنوات تقريبا بعد انتهاء مرحلة التحقق والاختبار السريري.
الأهمية الطبية للاكتشاف
يُعد سرطان البنكرياس من أخطر أنواع السرطان وأصعبها تشخيصا، إذ لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة.
ويُقدّر الأطباء أن تحسين فرص الكشف المبكر يمكن أن يزيد معدلات النجاة بشكل كبير، الأمر الذي يجعل هذا الاكتشاف من أكثر التطورات الطبية الواعدة في السنوات الأخيرة.
يرى الخبراء أن استخدام هواء الزفير كوسيلة للتشخيص سيفتح المجال أمام تطبيقات مشابهة للكشف عن أنواع أخرى من السرطان وأمراض الجهاز الهضمي والتنفس، بفضل القدرة على رصد التغيرات الكيميائية في الجسم من خلال مركبات الهواء الخارجة من الرئتين.