العين تكشف مخاطر أمراض القلب وسرعة الشيخوخة البيولوجية
منوعات
العين تكشف مخاطر أمراض القلب وسرعة الشيخوخة البيولوجية
6 تشرين الثاني 2025 , 12:41 م

كشف باحثون من المملكة المتحدة وكندا عن وسيلة جديدة وبسيطة قد تُحدث ثورة في الطب الوقائي: فحص العين يمكنه الكشف عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب وسرعة الشيخوخة البيولوجية.

وتعتمد الفكرة على تحليل الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين، والتي تعكس حالة الأوعية الدموية في باقي أنحاء الجسم.

تقول البروفيسورة ماري بيغير (Marie Pigeyre)، عالمة الوراثة في جامعة ماكماستر الكندية: "العين توفر نافذة فريدة وغير جراحية على نظام الدورة الدموية في الجسم، إذ غالبا ما تعكس التغيرات في أوعية الشبكية التغيرات التي تحدث في الأوعية الدقيقة الأخرى بالجسم."

الجينات تكشف العلاقة بين العين والقلب

استخدم الفريق بيانات 74,434 متطوعا، جُمعت من صور شبكية العين ومعلوماتهم الجينية، فوجدوا أن الأشخاص الذين لديهم أوعية دموية أقل تشعبا وتعقيدا في العين يمتلكون خطرا وراثيا أعلى للإصابة بأمراض القلب.

اعتمد الباحثون على تقنية تسمى التحليل العشوائي المندلي (Mendelian randomization)، التي تستخدم المتغيرات الجينية بدلاً من الحالات المرضية الفعلية لتحديد العلاقة السببية.

النتائج أظهرت أن تعقيد الأوعية الدموية (المعروف بالبعد الكسيري) يرتبط مباشرة بعمليات الشيخوخة البيولوجية وضعف صحة الأوعية.

بروتينات محددة وراء التغيرات

في مجموعة بيانات منفصلة، تمكن العلماء من تحديد بروتينات تؤثر على هذه العمليات، أبرزها:

MMP12

IgG–Fc receptor IIb

هذه البروتينات ترتبط بعمليات الالتهاب وتدهور الأوعية الدموية، وقد تمثل أهدافا علاجية مستقبلية يمكن من خلالها إبطاء الشيخوخة الوعائية والوقاية من أمراض القلب.

تقول بيغير: "من خلال الربط بين فحوصات العين، والجينات، ومؤشرات الدم، اكتشفنا مسارات جزيئية تشرح كيف يؤثر التقدم في العمر على الأوعية الدموية."

نحو فحوص وقائية أسرع وأبسط

عادةً ما تتطلب معرفة خطر الإصابة بأمراض مثل القلب أو السكتة الدماغية أو الخرف تحاليل طويلة ومعقدة.

لكن باستخدام ماسح العين البسيط وغير المؤلم، يمكن تحديد الخطر مبكرا وبدقة عالية، مما يفتح الباب أمام فحوص وقائية على نطاق واسع وسهلة التنفيذ حتى في سن مبكرة.

خطوة نحو طب شخصي يطيل العمر الصحي

رغم أن فكرة استخدام العين كمؤشر صحي ليست جديدة تماما، إلا أن هذه الدراسة تُعد من أقوى الأدلة العلمية حتى الآن على ارتباطها المباشر بصحة القلب والشيخوخة.

كما أن استهداف البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات قد يؤدي مستقبلا إلى علاجات تبطئ الشيخوخة وتحسن جودة الحياة في الشيخوخة.

تضيف بيغير: "تشير نتائجنا إلى أهداف دوائية محتملة يمكن أن تُبطئ شيخوخة الأوعية، وتقلل من عبء أمراض القلب، بل وتمتد بالعمر الصحي للإنسان"

المصدر: مجلة Science Advances