أثبتت دراسة أجرتها فريق دولي من العلماء بمشاركة باحثين من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو (НИУ ВШЭ) أن إتقان اللغة الثانية يساهم في تحسين الذاكرة العاملة وكفاءة الدماغ في أداء المهام المعقدة، بينما لا يؤثر عمر بدء التعلم بشكل كبير على النتيجة النهائية.

تجربة عملية على ثنائيي اللغة

شارك في التجربة 45 شابا روسيّا يتقنون الإنجليزية بدرجات متفاوتة، حيث خضعوا لاختبارات رقمية لقياس كفاءة الذاكرة العاملة باستخدام تجربة تُعرف باسم اختبار n-back.

وفي هذا الاختبار، يُطلب من المشاركين تتبّع تسلسل من الحروف وتحديد التطابق بين الحروف الحالية وتلك التي ظهرت قبل عدة خطوات، مع زيادة مستوى الصعوبة تدريجيا.

نتائج تكشف قوة الدماغ ثنائي اللغة

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين يمتلكون مستوى أعلى من اللغة الإنجليزية احتفظوا بسرعة ودقة أفضل في المهام الأكثر تعقيدا، في حين لم تظهر فروق كبيرة في المهام البسيطة.

وبحسب الباحثين، تتضاعف فاعلية ثنائية اللغة عندما يزداد العبء الإدراكي، إذ ينجح الدماغ في استخدام موارده بكفاءة أكبر تحت الضغط.

الكفاءة الإدراكية: فن تحقيق الأفضل بأقل جهد

يقول الباحث فيديريكو غالّو من مركز أبحاث الذكاء والرفاه الإدراكي في НИУ ВШЭ: «الكفاءة الإدراكية هي القدرة على تحقيق أقصى نتيجة بأقل مجهود ذهني. وقد أظهرت دراستنا أن ثنائيي اللغة يحتفظون بسرعة عالية ودقة ثابتة حتى مع تصاعد صعوبة المهام، وهو دليل مباشر على كفاءة عمل أدمغتهم».

العمر ليس عاملا حاسما

من النتائج اللافتة أن عمر بداية تعلم اللغة الثانية وعدد مرات استخدامها لم يؤثرا كثيرا على الأداء، بينما كان مستوى الإتقان هو العامل الأكثر أهمية.

ويشير الباحثون إلى أن فوائد تعلم اللغات — مثل تحسين الذاكرة والتفكير الآلي — يمكن اكتسابها في أي عمر، حتى لمن يتعلم اللغة في سن متقدمة أو خارج البيئة الناطقة بها.