كشفت دراسة حديثة نُشرت عبر موقع Наука Mail أن الانتقاد الزائد من الوالدين يمكن أن يضعف قدرة الأطفال على التسامح مع الآخرين ويؤثر سلبا في نموهم الاجتماعي.
وبحسب نتائج البحث، فإن نزعة الوالدين إلى الكمال قد تعمل في اتجاهين متناقضين: فهي إما أن تصبح عامل دعمٍ وتحفيزٍ إيجابي، أو تتحول إلى مصدر ضغطٍ وقلقٍ نفسي لدى الطفل، بحسب طريقة تعبير الأهل عنها.
الكمال الإيجابي مقابل الكمال المرهق
أجريت الدراسة على 226 أسرة في هونغ كونغ لديها أطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وتمت مراقبتهم على ثلاث مراحل خلال فترة 18 شهرا.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين ينشأون في بيئةٍ يُشجع فيها الوالدان على تحقيق أهداف واقعية ويقدمان دعما عاطفيا متوازنا، يكونون أكثر قدرة على التسامح مع أخطاء الآخرين، وأكثر ميلا إلى التعاون وبناء الصداقات.
في المقابل، عندما تكون توقعات الوالدين مفرطة وتُعبَّر عنها بالقلق أو النقد المستمر، يصبح الأطفال أكثر حساسية وغضبا وانغلاقا، مما يُضعف قدرتهم على تكوين علاقات إيجابية مع أقرانهم.
الدعم يبني والضغط يهدم
الدعم يبني والضغط يهدم ( مصدر الصورة: Legion-Media )الدعم يبني والضغط يهدم ( مصدر الصورة: Legion-Media )
تشير نتائج الدراسة إلى أن أسلوب التواصل داخل الأسرة هو العامل الأساسي في تشكيل شخصية الطفل وسلوكياته الاجتماعية.
فالوالدان اللذان يقدمان تشجيعا دون قسوة ويسمحان بالخطأ كجزء من التعلم، يساعدان أبناءهم على تطوير النضج العاطفي والاجتماعي منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
أما الضغط النفسي الناتج عن التوقعات المثالية فيخلق بيئة من الخوف من الفشل، مما يجعل الطفل أقل قدرة على تقبّل الآخرين وأقل تسامحا مع ذاته.
مهارات التواصل تُكتسب وليست فطرية
أكدت الباحثة إيكاترينا موروزوفا، مؤلفة التقرير في "Наука Mail"، أن مهارات التواصل مثل التعاطف، والقدرة على الإصغاء، والتفاهم لا تُولد مع الطفل، بل تتطور مع التجارب والتفاعل الأسري.
وفي عصر يعتمد أكثر فأكثر على التواصل الرقمي، يصبح تعليم الأطفال التفاعل الإنساني الحقيقي ضرورة للحفاظ على توازنهم النفسي والاجتماعي.