بالنسبة لملايين الآباء، تُعدّ اللهاية وسيلة فعّالة لتهدئة الطفل بسرعة، فهي تشبع غريزة المص الطبيعية عند الرضيع وتمنحه شعورا بالراحة والأمان، ومع مرور الوقت قد يستبدل الطفل تغذية الرضاعة بعادة مصّ اللهاية أو الإصبع، مما يمنحه الاسترخاء ويقلّل من توتر الأبوين أيضا.
لكن وفقا للخبراء، فإن بقاء هذه العادة لفترة طويلة قد يترك تأثيرات سلبية على صحة الفم ونمو الفك، خاصة إذا استمرت لسنوات.
كيف يؤثر استخدام اللهاية على نمو الفك والأسنان؟
يؤكد علماء من جامعة مورسيا في إسبانيا أن المشكلة الأساسية تكمن في تغيّر وضعية اللسان الطبيعية داخل الفم.
فوجود اللهاية أو الإصبع بشكل مستمر يؤدي إلى:
تشكّل عضّة مفتوحة، أي وجود فراغ عمودي بين الأسنان العلوية والسفلية.
تقدّم الأسنان العلوية إلى الأمام.
ميل الأسنان السفلية باتجاه الداخل نحو اللسان.
تضييق الفك العلوي نتيجة الضغط المتواصل.
هذه التشوّهات قد تتطلب لاحقا علاجا تقويميا مكلفا ومعقدا، خاصة إذا استمرت العادة لسنوات طويلة.
العمر الذهبي للتوقف: نحو السنتين
يتفق أطباء الأسنان أن العمر المثالي لإنهاء عادة اللهاية هو حوالي عمر سنتين.
في هذا العمر:
تكون الأسنان اللبنية قد ظهرت كلها تقريبا.
الكثير من المشكلات البسيطة يمكن أن تُصحَّح تلقائيا مع نمو الطفل بعد التوقف.
لكن استمرار الطفل في استخدامها حتى أثناء النوم قد يضاعف المشكلة، نظرًا لساعات الاتصال الطويلة باللهاية يوميا.
كيف نساعد الطفل على التوقف؟
يحتاج الوالدان إلى الصبر والثبات، ويمكن اتباع أحد أسلوبين: تدريجي أو مفاجئ، بما يتناسب مع شخصية الطفل.
ينصح الأخصائيون بـ:
الاحتفاء بأي تقدم يحرزه الطفل مهما كان بسيطا
تقديم بدائل مريحة مثل الدمية أو البطانية المحببة.
استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي والمكافآت.
تشجيع الطفل نفسيًا وإقناعه بلطف بأن التخلي عن اللهاية خطوة نحو "الكِبر".
وتبقى قناعة الطفل ورغبته في التغيير العامل الأهم لنجاح العملية.